كثيرة معروفة، جزاهم الله خيرا، ونصرهم على أعداء الدين، وثبت أقدامهم، وكثرهم، فأما الأكثرون من الخاصة والعامة فكما ذكر عنهم المنفلوطي وغيره ممن تقدم ذكرهم.
وقال العلامة حسين بن مهدي النعمي اليمني رحمه الله تعالى: ومن طرائف ما يحكى أن رجلا سأل من فيه مسكة من عقل فقال: كيف رأيت الجمع لزيارة الشيخ؟ فأجابه: لم أر أكثر منه إلا في جبال عرفات، إلا أني لم أرهم سجدوا لله سجدة قط، ولا صلوا مدة الثلاثة الأيام فريضة! فقال السائل: قد تحمَّلها عنهم الشيخ، قال ابن النعمي رحمه الله: وباب قد تحمل عنهم الشيخ مصراعاه ما بين بصري وعدن، قد اتسع خرقة، وتتابع فتقه، ونال رشاش زقومه الزائر والمعتقد، وساكن البلد والمشهد، وهو أمر شهير في العامة، فقل أي ملة -صان الله ملة الإسلام- لا يمانعها كل ذلك، ولا يدافعها. انتهى.
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى: حدثني الشيخ إسحاق -يعني ابن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى-: أنه رأى أيام رحلته إلى مصر للطلب هذا المجمع العظيم الذي يسمونه مولد أحمد البدوي، فذكر أنه أعظم مما رآه في جبال عرفات، قال: ورأيت فيه سوقا طويلا للبغايا اللاواتي أوقفن أنفسهن للزنا في هذا المجمع صدقة لسيدهم أحمد البدوي، وليس هذا بعجيب ولا غريب من فعلهم، فإنه يجري منهم في ذلك الجمع من الكفر بالله والإشراك به ما لم يصل إلى ساحله كفر أبي جهل وأشياعه، فالله المستعان. انتهى.