إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14]، فسماهم الكافرين بدعائهم غيره، ولم يقيد ذلك بالإصرار بعد البيان، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3].
قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: لا يرشد لدينه من كذب، فقال: إن الآلهة لتشفع، وكفى باتخاذ الآلهة دونه كذبا وكفرا. انتهى.
ولم يذكر سبحانه في هذه الآية تقييدا بالإصرار بعد البيان، بل أطلق ذلك، فعلم أن التقييد غير معتبر، وأنه لا مانع من إطلاق الكفر على من اتصف بالشرك الأكبر، نعم، حلّ الدم والمال هو الذي يعتبر فيه الإصرار بعد البيان، فمن قامت عليه الحجة وأصر على المخالفة حل دمه وماله، والله أعلم.
الوجه السادس: في تمييز الخبيث من الطيب؛ ليستبين حاصل العدد المزعوم الذي يكثر به من قل نصيبه من العلم والإيمان، فنقول - والله المستعان-: المنتسبون إلى الإسلام في زماننا على ثلاثة أقسام:
ددد الفهارس إن شاء الله مظبوطة تمام بس حضرتك بص بصه سريعة في أقل من دقيقة للتأكد مش أكتر ددد
القسم الأول: أدعياء الإسلام الذين هم في معزل عنه.
الثاني: أهل البدع والأهواء الذين هم على شفا جرف هار.
الثالث: أهل السنة والجماعة.
فأما القسم الأول: فهم أصناف:
الصنف الأول: المشركون الذين اتخذوا من دون الله آلهة لا يخلقون