[2] - ما جاء عن عثمان رضي الله عنه أنه كان يقول: هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليؤد دينه حتى تحصل أموالكم فتؤدوا منها الزكاة [1].
وقد قال ذلك بمحضر من الصحابة فلم ينكروه فدل على اتفاقهم عليه [2].
وجه الدلالة: أن عثمان رضي الله عنه أمر بأداء الدّين قبل إخراج الزكاة، ليكون إخراجها فيما بقي ممّا لم يستغرقه الدين، ولمَّا لم ينكر الصحابة ذلك دل على اتفاقهم عليه.
ونوقش بما قال الشافعي: حديث عثمان يشبه أن يكون إنما أمر بقضاء الدين قبل حلول الصدقة في المال في قوله: هذا شهر زكاتكم. يجوز أن يقول هذا الشهر الذي إذا مضى حَلَّت زكاتكم، كما يقال شهر ذي الحجة، وإنما الحجة بعد مضي أيام [3].
وأجيب: بأن هذا التأويل مخالف للظاهر، لما جاء في رواية أخرى عن عثمان أنه قال: فمن كان عليه دين فليقضه وزكوا بقية أموالكم [4]. وهو دال على وجوب الزكاة عليهم قبل ذلك [5]. [1] رواه مالك في موطئه، أبواب الزكاة، باب الزكاة في الدين، برقم: (596)، مسند الشافعي، كتاب الزكاة، برقم: (446) من طريق مالك، ورواه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب الزكاة، باب لا زكاة إلا على فضل، برقم: (7086)، والبيهقي في كتاب الزكاة، باب الصدقة في الدين، برقم: (7856).
وسند هذا الأثر صحيح، كما ذكر ذلك ابن حجر في المطالب العالية (5/ 504)، وصححه الألباني في إرواء الغليل ج 3 ص 260 برقم: (789). [2] ينظر: المغني 4/ 264. [3] الأم 2/ 67. [4] مصنف ابن أبي شيبة 3/ 97. [5] ينظر: الجوهر النقي لابن التركماني 4/ 149.