كما عرفه المالكية بأنه: الغريب المحتاج لما يوصله إلى بلده إذا كان سفره في غير معصية [1].
وعَرَّفَه الشافعية بأنه: المسافر، أو مَن ينشئ السفر وهو محتاج في بلده [2].
وعرفه الحنابلة بأنه: المسافر المنقطع به دون المنشئ للسفر من بلده [3].
ومما تقدم يتبين أن الفقهاء يتفقون على أن ابن السبيل هو المسافر المنقطع في سفره عن ماله، فلا يستطيع العودة إلى بلده [4]، وأما المقيم فيختلفون في عَدِّهِ من أبناء السبيل واستحقاقه للزكاة بهذا الاعتبار على ثلاثة أقوال:
القول الأول: إنه ليس من أبناء السبيل، فلا يُعْطَى من الزكاة بهذا الاعتبار مُطْلَقًا، وهو قول الجمهور من الحنفية [5] والمالكية [6] والحنابلة [7].
القول الثاني: إن المقيم يكون من أبناء السبيل إذا كان مُنْشِئًا للسفر من بلده، لكنه لا يجد المال الذي يعينه على السفر، وهو مذهب الشافعية [8].
القول الثالث: إن المقيم يكون من أبناء السبيل إذا لم يستطع الحصول على [1] ينظر: الإشراف على نكت مسائل الخلاف 1/ 422، مواهب الجليل 2/ 352. [2] ينظر: البيان شرح المهذب 3/ 428، روضة الطالبين 2/ 320. [3] ينظر: الشرح الكبير مع الإنصاف 7/ 252. [4] ينظر: بدائع الصنائع 2/ 46، فتح القدير 2/ 264، الإشراف على نكت مسائل الخلاف 1/ 422، مواهب الجليل 2/ 352، البيان شرح المهذب 3/ 428، روضة الطالبين 2/ 320. [5] ينظر: بدائع الصنائع 2/ 46، فتح القدير 2/ 264. [6] ينظر: الإشراف على نكت مسائل الخلاف 1/ 422، مواهب الجليل 2/ 352. [7] ينظر: الشرح الكبير مع الإنصاف 7/ 252. [8] قال الشافعي في الأم 2/ 94: "لم يسقط عن ابن السبيل اسم ابن السبيل ما دام مجتازا أو يريد الاجتياز".