المطلب الأول المراد ابن السبيل (1)
عرف الفقهاء ابن السبيل بتعريفات متقاربة، فقد عرفه الحنفية بقولهم: هو الغريب المنقطع عن ماله وإن كان غنيًّا في وطنه [2]، ووسعه بعض متأخريهم ليشمل المقيم الذي لا يستطيع الوصول لماله [3].
(1) السبيل لغة: الطريق وما وضح منه، قال ابن منظور: "وأبناء السّبيل المختلفون على الطرقات في حوائجهم، قال ابن سيده: ابن السّبيل ابن الطريق، وتأويله الذي قُطِعَ عليه الطريق، والجمع سبل. وقال: أبناء السبيل المختلفون على الطرقات في حوائجهم. قال ابن بري: ابن السبيل: الغريب الذي أتى به الطريق، وابن السبيل المسافر الذي انقطع به وهو يريد الرجوع إلى بلده، ولا يجد ما يتبَلّغ به". ينظر اللسان 11/ 319 - 320. قال في المصباح المنير (265): "قيل للمسافر ابن السبيل لتلبسه به، قالوا: والمراد بابن السبيل في الآية من انقطع عن ماله". [2] ينظر: بدائع الصنائع 2/ 46. فتح القدير 2/ 264. [3] فقد عرفه التمرتاشي في تنوير الأبصار: بأنه "كل من له ماله لا معه"، قال شارح الشرح ابن عابدين في رد المحتار على الدر المختار تعليقا على التعريف المتقدم 2/ 344: "سواء كان هو في غير وطنه أوفي وطنه وله ديون لا يقدر على أخذها، كما في النهر عن النقاية، لكن الزيلعي جعل الثاني مُلْحَقًا به، حيث قال: وألحق به كل من هو غائب عن ماله وإن كان في بلده؛ لأن الحاجة هي المعتبرة وقد وُجِدَت؛ لأنه فقير يدًا وإن كان غنيًّا ظاهرًا. وتبعه في الدرر والفتح، وهو ظاهر كلام الشارح".