ومن الأمثلة البارزة لمسألة المستغلات: المصانع، وذلك لكونها نشأت حديثًا وتطورت سريعًا، مما جعلها من أكبر قنوات الاستثمار في العصر الحاضر بضخامة رؤوس أموالها وأرباحها مع تنوع أنشطتها وأشكالها [1]، مما يدعو لتركيز البحث عليها وتوجيه الجهد إليها، ولذا فإنني سأعرض خلاف الفقهاء في زكاة المستغلات، وأُنزِّل هذا الخلاف على مسألتين، حيث جرى الخلاف في زكاة المستغلات على الأقوال التالية:
القول الأول: عدم وجوب الزكاة في المستغلات، وإنما تجب الزكاة في الغلة بعد مضي حول على إنتاجها وبلوغها نصابًا، واختاره الشوكاني [2][3] وصديق حسن [4][5]، وهو رأي مجمع الفقه الإسلامي [6]، ويتخرج على قول جمهور الفقهاء
= الإسلامي في دورته الثانية، (ص 1/ 117 - 143 - 197). [1] وهذا وجه اعتبار هذه المسألة من النوازل. [2] الشوكاني: هو محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني، أبو عبد الله، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، ولد بخولان سنة 1153 هـ ونشأ بصنعاء، وولي قضاءها، له 114 مؤلفًا، منها: نيل الأوطار، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، فتح القدير، وتوفي عام 1255 هـ[ينظر: البدر الطالع له (2/ 214)]. [3] السيل الجرار 2/ 27. [4] صديق حسن: هو أبو الطيب صديق بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني القنوجي، ولد في بلدة (بريلي) بالهند يوم الأحد التاسع عشر من شهر جمادى الأولى لعام 1248 هجري، نشأ في بلدة قنوج يتيمًا حيث فقد والده وعمره ست سنوات وكان الفقر محيطًا بأسرته، وقد تولت أمه رعايته فرعته رعاية صالحة، تزوج ملكة بهوبال، وطبع ونشر كثيرًا من الكتب الإسلامية توفي في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1307 هجري، [ينظر: أبجد العلوم (ج 3/ 271) كتاب (دعوة الأمير العالم صديق حسن خان واحتسابه) تأليف علي الأحمد.]. [5] الروضة الندية 1/ 94. [6] مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثاني الجزء الأول (ص 197).