نام کتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح نویسنده : ابن هُبَيْرَة جلد : 3 صفحه : 172
قال: {فقير} نكرة أيضًا، يعني فقيرًا في هذا الخير خاصة، وليست الفقير، والألف واللام الذي تنصرف إلى غير هذا في وقته ذلك.
* ثم قال: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} ففي هذا النطق لأن إحسان الظن بأهله مستحب؛ لأن شعيبًا عليه السلام لما أخبرتاه بحال موسى وهيئته تفرس فيه الإيمان. ولذلك أرسل إليه إحدى ابنتيه، ولم يرسل معه غيرها اتهامًا.
وقوله عز وجل: {تمشي على استحياء} أي أنها استحيت من أنها امرأة غريبة وهو رجل غريب منها. ويجوز أنها استحيت أن يأتي إلى منزل أبيها فيراه منزل قوم فقراء فاستحيت من ذلك، ويجوز أن يكون استحياؤها من أنها بالغت في وصفه لأبيها، فخافت أن لا يصدق موسى مخبره خبرها عنه، فاستحيت من أن يراها أبوها وقد استخفها حال حتى أفرطت في الوصف فوق المستحق.
* وقوله عز وجل: {قالت إن أبي يدعوك} ولم تقل قم إلينا أو إلى دعوتنا؛ فما كان موسى (42/ب) عليه السلام ينصرف مع امرأة ليست بذات محرم منه، ولكن قالت له: {إن أبي يدعوك} فأوجبت عليه المجيء معها إجابة للداعي؛ فإن إجابة الداعي متعينة، ثم قالت: {يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا} يعني إنك قد سعيت بالإحسان فأسلفت المعروف فقم لتقضي حقك، وهذا مما يدعوه إلى القيام، ثم فيه من حسن تأتيها أنها لم تستجرء أن تقول: قم إلى كرامتنا وهو قد سبق بالإكرام، ولكن قالت: {ليجزيك
نام کتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح نویسنده : ابن هُبَيْرَة جلد : 3 صفحه : 172