نام کتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح نویسنده : ابن هُبَيْرَة جلد : 1 صفحه : 117
المنبر، وإن كان قد اعتاد الجلوس في موضع غيره، ألا تراه حيث قال: (حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المبنر)؟
* وفيه أيضا أن الجلوس في المسجد إنما يكون على هيئة الصفوف، ألا تراه قال: (فجلست حذوه)؟
* وفيه أيضا أن الجالس في المسجد لا ينبغي له أن يتباعد عن أخيه المسلم، فيأخذ من عرصة الجامع أكثر من حقه، ألا تراه قال: (تمس ركبتي ركبته)؟؛ وذلك لأن الجامع مشترك بين المسلمين؛ فإذا أخذ الإنسان منه أكثر مما يكفيه فقد أضر بالمصلين، وعلى هذا فإني لا أرى للمصلي أن يبسط تحته الغطاء الواسع، الذي يفضل عما يحتاج إليه، فإنه إن منع الناس من أن يبسطوا عليه أو بسطه هو على أوطئه الناس لم يكن له ذلك، بل ليكن وطاؤه بحسب ما يكفيه.
* وفيه أيضا جواز التهيئة في الأسماع لقبول القول المهم؛ لأن ابن عباس رضي الله عنه لم يقل لسعيد: (ليقولن اليوم أمير المؤمنين مقالة لم يقلها) إلا إيثارا منه لأن يوقظ قلبه لأن فيه معنى زيادة الإيقاظ لقلبه.
* وفيه أيضا جواز إنكار المستغرب من القول تنزيها للصادق عن الغرائب والنوادر التي لا يقوم عليها شاهد كما قال: (فأنكر علي سعيد وقال: ماذا عساه أن يقول ما لم يقله)؟، وقوله: (فلم أنشب أن طلع عمر فرقي المنبر فسلم على الناس ثم جلس فأخذ المؤذنون في الأذان، فلما سكتوا، قام فأثنى على الله تعالى بما هو أهله)، يدل على أن كل كلام لم يبدأ فيه بذكر الله عز وجل فهو أبتر، وهو في الخطبة لازم وفي غيرها معتبر.
* وفيه أنه قال: (إني قائل مقالة قدر لي أن أقولها، ولا أدري لعلها بين يدي أجلي) يريد بهذا أنه (31/ ب) عند قرب الأجل يزداد الخوف من كل أحد؛ فيكون التحري للصدق من كل قائل، ألا ترى إلى أبي بكر الصديق رضي الله
نام کتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح نویسنده : ابن هُبَيْرَة جلد : 1 صفحه : 117