يا رسول الله، أفلا تردها على قواعد إبراهيم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت»، قال: فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم [1].
105 - وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنه - قالت: ما أبالي أصليت في الحجر أم في البيت [2].
باب الرمل في الطواف
107 - حدثني يحيى، عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أطواف» [3].
قال مالك: وذلك الأمر الذي لم يزل عليه أهل العلم ببلدنا.
109 - وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة: أن أباه كان إذا طاف بالبيت يسعى الأشواط الثلاثة، يقول: اللهم لا إله إلا أنت، وأنت تحيي بعد ما أمت، يخفض صوته بذلك [4]. [1] نعم كان - صلى الله عليه وسلم - يستلم الركنين اليمانيين؛ لأنهما على قواعد إبراهيم، وقريش قصرت بهم النفقة، فلم يتموها. [2] لأنها أرادت أن تصلي بالكعبة، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صلي في الحجر؛ فإنه من البيت». [3] هذا هو السنة الرمل من الحجر إلى الحجر.
وسألت شيخنا عن الرمل عن بعد من البيت، أم الدنو بدونه؟
- فقال: الأفضل الرمل مع البعد؛ يحيي السنة. [4] يذكر الله في الطواف؛ وفي الحديث: «إنما جعل الطواف بالبيت ... لإقامة ذكر الله».