responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 198
موت إلا الموتة الأولى إلا من استثناه ربه فيلزم لهم موتة أخرى، وهذا السؤال ليس بخاص بهذا، بل يرد في نظائر، مثل كون الخليل عليه السلام يكفل أطفال المسلمين، وأنَّهم أحياء وأشباه ذلك.
قلت: الجواب عن هذا: ما أفاده ابن القيم [1] في كتاب (الروح) ما حاصله: أن للأرواح شأنًا آخر تكون في الرفيق الأعلى في أعلى عليين، ولها اتصال بالبدن بحيث إذا سلم المسلم على الميت رد الله عليه روحه فيرد عليه السلام، وهي في الملأ الأعلى، وإنما يغلط أكثر الناس في هذا الموضع، حيث يعتقد أن الروح من جنس ما يعهد في الأجسام الذي إذا أشغلت مكانًا لم يكن أن تكون في غيره، فالروح في السموات وترد إلى القبر وتتصل به وتعرف الزائر، وترد عليه السلام وهي في أعلى عليين، نحو روح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرفيق الأعلى، وإنما يردها الله سبحانه إلى القبر فيرد السلام على من سلم عليه، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - موسى عليه السلام قائمًا يصلي في قبره، ورآه في السماء السادسة أو السابعة، فإما أن تكون سريعة الانتقال والحركة كلمح البصر، وإما أن يكون المتصل منها بالقبر وفنائه بمنزلة شعاع الشمس وجرمها في السماء، وبهذا ندفع ما توهمه السائل من التعارض بين كونهم في القبر وفي السماوات، ويظهر أن الرؤية ليلة الإسراء والإخبار بأنَّ هؤلاء الرسل في السماء إنما هو للأرواح دون الأبدان، وأن الأرواح تكيف بكيفية يُدركها الرائي عليها، كالحسن ليوسف، والاستناد لإبراهيم، ويتضح هذا بما ذكره ابن القيم [2] أيضًا من أن الأرواح حيّة لا تذوق الموت، وأن موت الأرواح هو خروجها من الأبدان، وأن كل روح متميزة عن الأخرى تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها، وأنَّ الحق أن الأرواح أجسام نورانية، فهذه

[1] الروح (ص101).
[2] الروح (ص 44).
نام کتاب : التنوير شرح الجامع الصغير نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست