نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 483
رؤية الهلال، بالصوم وتعليقه به إحصاء هحل شعبان. قال أبو هُريْرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احْصُوا هلَال شعْبَانَ لِرَمضَانَ" خرّجه الترمذي [1].
نكتة أصولية: قال بعض التابعين [2] إن غم الهلال عمل على تقديره بالحساب، فإذا قال الحاسب: هو الليلة على درجة من الشمس يمكن أن يظهر فيها عادة لو لم يكن غير فإنه يعمل على قوله في الصوم والفطر لقوله: (فَاقْدُرُوا لَهُ) يريد فاحسبوا تقدير منازله التي عبر الله عنها بقوله {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ [3] مَنَازِلَ}. وسقط بعض المتأخرين من الرحالين [4] ها هنا سقطة كبيرة فنسب هذا القول لبعض الشافعية [5]، وما قال هذا القول أحد قبل التابعي، ولا بعده غيره، ونحن لا ننكر أصل الحساب، ولا جري العادة، في تقديم المنازل ولكن لا يجوز أن يكون المراد بتأويل الحديث ما ذكر لوجهين:
أحدهما: فما تفطن له مالك وجعله أصلاً في تأويل الحديث لمن بعده، وذلك أنه قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الأول: (فَاَقدُرُوا لهُ) [6]؛ فجاء بلفظ محتمل ثم فسَّر الاحتمال في [1] الترمذي 3/ 71، والبغوي في شرح السنة 6/ 240 وجوَّد إسناده محقّقه، والحديث فيه محمَّد بن عمر بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق، له أوهام من السادسة، مات سنة 145 على الصحيح/ ع. ت 2/ 196، وفي ت ت روى له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم في المتابعات. ت ت 9/ 375.
درجة الحديث: حسن لغيره. [2] هو مطرف بن عبد الله بن الشِخِّير، بكسر الشين المعجمة وتشديد الخاء المعجمة المكسورة بعدها تحتانية ثم راء، العامري الحرشي، بمهملتين مفتوحتين ثم معجمة، أبو عبد الله البصري، ثقة عابد فاضل من الثانية، مات سنة 95/ ع، ت 2/ 253، وقال في ت ت قال ابن حبان: ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان من عباد أهل البصرة وزهّادهم ت ت 10/ 174. [3] سورة يس آية 39. [4] لعله يقصد بذلك أحمد بن صباح النهشلي، أبو جعفر بن أبي سريج الرازي المقري، ثقة، حافظ، له غرائب من العاشرة، مات سنة 204/ خ د ب. ت 1/ 17، وانظر ت ت 1/ 44، وتهذيب الكمال 1/ ل 26، ونقل القول عنه البغوي في شرح السنة 6/ 230 وابن رشد في البداية 1/ 207.
وقد ناقش الشارح ابن الصباح في العارضة وشنّع عليه كثيراً فقال: وهذه هفوة لا مرد لها، وعثرة لا لعاً منها، وكبوة لا استقبال منها، ونبوة لا قرب معها، وزلة لا استقرار بعدها. أوه يا ابن سريج أين مسألتك السريجية؟ وأين صوارمك السريجية؟. تسلك هذا المضيق في غير الطريق، وتخرج إلى الجهل عن العلم .. فكأن وجوب رمضان جعله مختلف الحال يجب على قوم لحساب الشمس والقمر وعلى آخرين بحساب الجمل، إن هذا لبعيد عن النبلاء فكيف عن العلماء. العارضة 3/ 208. [5] نقل الحافظ عن ابن عبد البر في هذه المسألة قوله المعروف عن الشافعي ما عليه الجمهور. فتح الباري 4/ 122. [6] الموطّأ 1/ 286.
نام کتاب : القبس في شرح موطأ مالك بن أنس نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 483