قال الشيخ -وفقه الله-: هذا يدل على أن في الاستسقاء صلاة وبذلك قال مالِك، وأبو حنيفة لا يرى في الاستسقاء صلاة، وتعلق بالأحاديث التي فيها استسقاؤه - صلى الله عليه وسلم - على المنبر. وهذا لا حجة له فيه لأنه إنما قصد به الدعاء لا بيان سنة صلاة الاستسقاء، وأيضاً فإنه كان عقيب صلاة فقد تنوب عن صلاة الاستسقاء كما أن الحاج يحرم عقيب الفريضة وتنوب عن النافلة. وأما قَلْبُه - صلى الله عليه وسلم - رداءهُ فقال أهل العلم: إنما كان ذلك على جهة التفاؤل لينقلب الجدْبُ خِصبا.
345 - قوله: "وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَة" (ص 612).
معناه قطعة سحاب. وجمعها: قَزَع. قال أبو عبيد: وأكثر ما يكون ذلك في الخريف، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَى الآكَام والظِّرَاب". الآكام دون الجبال. قال الثعالبي: الأكمة أعلى من الرابية [247].
قال الشيخ -أيده الله-: والظراب الروابي الصغار، وأحدها ظَرِب. ومنه الحديث: "فَإذَا حُوت مِثل الظَرب".
346 - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إلاَّ أخْبَرَه بِجَوْدٍ" [248] (ص 614).
الجوْد: المطر الواسع الغزير.
347 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أحَدٌ أغْيَرَ مِنَ الله" [249] (ص 618)
قال الشيخ: معناه ما أحد أمنع للفواحش من الله تعالى، والغيور يمنع حريمه وكلّما [250] زادت غيرته زاد منعه، فاستعير لمنع الباري سبحانه عن معاصيه اسم المغيرة مجازاً واتساعا. وخاطبهم النبيء - صلى الله عليه وسلم - بما يفهمونه. [247] في (ب) "دون الرابية ولعله دون الجبل". [248] في أصول مسلم "إلا أخبر بجودٍ". [249] الذي في أصول مسلم: "إن مِنْ أحدْ أغْيَرُ مِنَ الله". [250] في (أ) "كل ما" بدون اتصال، وفي (ب) "كل من زادت".