نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 189
ومنها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالًا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراطٍ قيراطٍ؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى من نصف النهار الى، صلاة العصر على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين؟ ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس [على قيراطين قيراطين] ألا لكم أجركم مرتين) [897].
قلت: تضمن هذا الحديث استعمال"من" فى ابتداء غاية الزمان أربع مرات.
وهو مما [898] خفى على أكثر النحويين فمنعوه تقليدًا لسيبويه في قوله (وأما" من" فتكون لابتداء الغاية في الأماكن ... وأماْ "مد" فتكون لابتداء غاية الأيام والأحيان ... ولا تدخل واحدة منهما على صاحبتها) [899].، يعني إن "مذ" لا تدخل على الأمكنة، ولا "من" على الأزمنة.
فالأول مسلم باجماع.
والثاني ممنوع، لمخالفته النقل الصحيح والاستعمال الفصيح.
ومن شواهد صحة هذا الاستعمال قوله [900] تعالى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} (901)
وبهذًا استشهد الأخفش على أنَ "من" تستعمل لابتداء غاية الزمان [902].
وقد قال سيبويه في باب ما يضمر [903] فيه الفعل المستعمل إظهاره بعد حرف: [897] صحيح البخاري 4/ 209. وما بين المعقوفتين زيادة منه. [898] ج: وهو ما. تحريف. [899] الكتاب 4/ 225 و 226. [900] ب: ومن شواهد صحته قوله.
(901) التوبة 9/ 108. [902] معاني القرآن، لأخفش ص 485. [903] ب: مايضم. تحريف.
نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 189