نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 186
ومنها قول عائشة رضي الله عنها (كان يصلي جالسًا، فيقرأ وهو جالس، فاذا بقي من قراءته نحوًا من كذا) [871].
قلت: من روَى (نحوَ من كذا، بالرفع فلا إشكال في روايته [872] وإنما الإشكال في رواية من روى "نحوًا" بالنصب. وفيه وجهان:
أحدهما- أن تكون "من" زائدة، ويكون التقدير: فإذا بقي قراءنُه نحوًا. ف "قراءته" فاعل "بقي". وهو مصدر مضاف إلى الفاعل ناصب "نحواَ" بمقتضى المفعولية. وزيادة "من" على هذا الوجه لا يراها سيبويه؛ لأنه يشترط [873] في زيادتها شرطين ([874]):
أحدهما- تقدم نهى أو نفي أو استفهام.
والثاني- كون المجرور بها نكرة.
والأخفش لا يشترط ذلك [875].
- وبقوله أقول، لثبوت زيادتها دون الشرطين نثرًا ونظمًا. فمن النثر قوله تعالى {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [876]. و {آمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} [877].
ومنه قول عائشة رضِي الله عنها في رواية من نصب "نحواَ".
ومن ثبوت ذلك نظمًا قول عمر بن أبي ربيعة ([878]): [871] في صحيح البخاري 2/ 58 ( ... نحوًا من ثلاثين أو أربعين آية). وروى لفظ "نحو"
بالرفع والنصب. [872] ج: فلا اشكال فيه. تحريف. [873] ب: شرط. تحريف. [874] فهم الشرطان من كلام سيبويه في الكتاب 1/ 38و 4/ 225. وينظر: شرح المفصل 8/ 13 والجنى الدانى ص 321 و 322. [875] معاني القرآن، للأخفش ص 238. [876] الكهف 18/ 31 والحج 22/ 23 وفاطر 35/ 33. [877] الأحقاف 46/ 31. [878] ديوانه ص 175 والجنى الداني ص 322 ومعجم شواهد العربية 1/ 136.
نام کتاب : شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح نویسنده : ابن مالك جلد : 1 صفحه : 186