أقول: إن هذا الحديث يشير إلى معجزتين كريمتين:
أولاهما: إثباته أن الذباب يحمل عنصر المرض وهو الداء، وقد ظهرت هذه بشكل متيقن، ويعلمها كثير من الناس.
ثانيهما: أن الذباب يحمل عنصر الشفاء، وهو الدواء، وقد ظهرت هذه بشكل واضح وجلي أيضاً.
وقد أُجريت تجاربُ كثيرةٌ في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. وذكرتها في الكتاب المذكور، كما ذكرتُ تقاريرَ أخرى من غيرها:
وخلاصة البحث فيها: أن الذباب إذا أُغمس في اللبَنِ أو الطعامِ أو الشراب، ... فإن الجراثيم التي تسقطُ منه في الإناء، ... لا تقف عند حدها، بل تبدأ تتناقص حتى تنتهي، بينما إذا وقف الذبابُ ثم طار، فإن الجراثيمَ التي تسقط منه - وتخالط الماءَ أو الشرابَ - تبدأ بالزيادة، وهكذا، ولو كان الأمر عادياً لكان الأمر على العكس، وفي انغماس الذبابِ تكون الجراثيمُ الساقطةُ أكثرَ بكثير منها في حال وقوفه ثم طيرانه [1] . والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين. [1] انظر: الإصابة في صحة حديث الذبابة (135- 186) من الطبعة الأولى.