وكان الصحابة يتذاكرون دَائِمًا ما يسمعون من رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال أنس بن مالك: «كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَسْمَعُ مِنْهُ الحَدِيثَ فَإِذَا قُمْنَا تَذَاكَرْنَاهُ فِيمَا بَيْنَنَا حَتَّى نَحْفَظُهُ» [2].
وإلى جانب هذه المجالس، كان الصحابة يَتَلَقَّوْنَ السُنَّةَ عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من وجوه يمكن حصرها فيما يأتي:
[أ] حوادث كانت تقع للرسول نفسه، فَيُبيِّنُ حُكْمَهَا، وينتشر هذا الحكم بين المسلمين بمن سمعوه منه، وقد يكون هؤلاء كثرة تُمَكِّنُهُمْ كثرتهم من إذاعة الخبر بسرعة، وقد يكونون قلة فيبعث الرسول الكريم - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - من ينادي في الناس بذلك الحكم.