أحاديث فلنقارن بين هذه الأحاديث وبين روايات أبي الزبير: - ثم أخذ في إحراء هذه المقارنة ثم قال: فهذه الأحاديث التي استطعت أحصل عليها من صحيفة اليشكري وليس فيها حديث واحد يمكن أن نجزم فيه أن أبا الزبير رواه من صحيفة اليشكري إما لتصريحه بالسماع عن جابر، وإما لاختلاف الألفاظ وإما لعدم رواية أبي الزبير للحديث ... كما تدل هذه الروايات على ما كنت قلته، من أن أبا الزبير اطلع على الأحاديث الموجودة في صحيفة سليمان اليشكري- إن صح هذا الافتراض- سأل عنها جابر ليتأكد من صحتها، أو لعل هذه أحاديث كانت منشرة بين التابعين فأحب أن يتأكد منها - وهو الأرجح - والله تعالى أعلم.].
9 - قوله: [أو سماك [1] عن عكرمة [2] عن ابن عباس]. ...
قال ابن رجب لبيان حال سماك، وعكرمة:
قال في شرح علل الترمذي ([2]/ 643) تحت عنوان: " قوم ثقات في أنفسهم لكن حديثهم عن بعض الشيوخ فيه ضعف، بخلاف حديثهم عن بقية شيوخهم: وهؤلاء جماعة كثيرون: ومنهم: سماك بن حرب ": [وقد وثقه جماعة، وخرج حديثه مسلم، ومن الحفاظ من ضعف حديثه عن عكرمة خاصة، وقال: ((يسند عنه عن ابن عباس ما يرسله غيره)).
وقال ابن المديني: ((رواية سماك عن عكرمة مضطربة، سفيان وشعبة يجعلونها عن عكرمة، وغيرهما يقول: عن ابن عباس إسرائيل وأبو الأحوص)). [1] هو سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية الذهلي البكري، أبو المغيرة الكوفي، قال حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب: أدركت ثمانين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد ذهب بصري، فدعوت الله فرد على بصري، قال عنه الذهبي: ثقة ساء حفظه، أحد علماء الكوفة. وقال عنه ابن حجر: صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة فكان ربما تلقن، توفي سنة (123 هـ). [2] هو عكرمة القرشي الهاشمي، أبو عبد الله المدني، مولى عبد الله بن عباس، وقال يزيد النحوي عن عكرمة: قال ابن عباس: انطلق فأفت الناس وأنا لك عون. قال عنه الذهبي في الكاشف: ثبت لكنه أباضي يرى السيف، روى له مسلم مقرونا، وتحايده مالك، قال عنه ابن حجر في التقريب: ثقة ثبت عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة، توفي: 104 هـ وقيل بعد ذلك بـ المدينة.