نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 122
يُعَبِّرُ كثيرًا عن الشرك بالظلم , وعن المشركين بالظالمين. فإن الشرك ظلم عظيم. بَيْدَ أَنَّ القرآن أثبت الشفاعة بشرطيها:
(الأول): أن تكون بعد إذن الله تعالى للشافع أن يشفع , فلا أحد يملك أن يوجب على الله شيئًا كائنًا من كان , قال الله تعالى في آية الكرسي: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255].
(الثاني): أن تكون الشفاعة لأهل التوحيد كما قال سبحانه في شأن ملائكته: {وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28].
وقوله تعالى في شأن المكذبين بيوم الدين {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48].
يفيد بمفهومه أن ثمت شافعين , وأن غيرهم تنفعه شفاعة الشافعين وهم من مات على الإيمان.
فالقرآن إذن لم ينف مطلق الشفاعة , كما زعم من زعم , بل نفى الشفاعة التِي ادَّعَاهَا المُشْرِكُونَ وَالمُحَرِّفُونَ , والتي كانت من أسباب فساد كثير من أتباع الديانات , الذين يقترفون الموبقات , متكلين على أن شفعاءهم ووسطاءهم سيرفعون عنهم العقوبة , كما يفعل الملوك الظلمة , وحكام الجور في الدنيا.
ومن المُؤْسِفِ أن وجدنا في عصرنا من الكُتَّابِ المنتسبين إلى الإسلام من سار في درب المعتزلة، وأنكر الشفاعة الآخرة زاعمًا أنها لون من المحسوبية والوساطة التي يعرفها الناس في الدنيا، وضرب عرض الحائط بالأحاديث الصحيحة الصريحة الوفيرة التي سقنا عَدَدًا منها بدعوى أنها تعارض القرآن.
وقد رددنا عليه برسالة مركزة موثقة بالأدلة الناصعة، سَمَّيْنَاهَا " الشفاعة في الآخرة بين النقل والعقل " [1] وَبَيَّنَّا فيها أن عمل الشفعاء يوم القيامة أشبه بعمل (لِجَانِ الرَّأْفَةِ) في الامتحانات العامة، فقد لا يستحق الطالب النجاح إذا طبقنا عليه معايير العدل الصارمة، ولكن إذا نظر إليه بمنطق الرأفة التي تراعي ظروفًا مختلفة، ومنها قربة من مستوى النجاح، استحق أن يرتقي من درك السقوط إلى درجة الفوز بالاجتياز. [1] نشرتها دار نهضة مصر بالقاهرة.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 122