responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا نویسنده : الطرهوني، محمد بن رزق    جلد : 1  صفحه : 82
من اجتياز نهر النيل لماعرفوا به من الإفساد في الأرض [1]، فتسابقوا إليها وجرت بين الأعراب وبين المعز حروب كثيرة كانت فيها الدائرة عليه، وتمكنوا من دخولها سنة 443 هـ، فخربوها وأتوا على الأخضر واليابس، وتقاسموا مدنها، فمامن قرية إلا وقد سحقت وأكلت، وأهلها عراة أمام حيطانها، من رجل وامرأة وطفل، يبكي جميعهم جوعا وبردا، وانقطع المير عن القيروان، وتعطلت الأسواق [2].
وأما قابس فاستطاع أن يحكمها بعض القواد العرب وذريته وأما تونس فساعدها موقعها المنيع وانفتاحها على البحر لتصبح أهم مدينة يحكمها بنو فرسان، وأما الأمير الزيري فالتجأ إلى المهدية واتخذها عاصمة للدولة الضائعة، التي استولى عليها النورمنديين سنة 1148 م، ثم تم الفتح الإسلامي للمهدية مرة أخرى على يد الموحدين الذين سحقوا القبائل الهلالية وطردوا النورمنديين وعينوا في سنة 1207 م واليا عليها هو عبد الواحد بن أبي حفص الذي أسس فيها مملكة لمدة ثلاثة قرون [3].
وبذلك انتهت حضارة القيروان التي كانت العاصمة الدينية والعلمية والسياسية لإفريقية والمغرب، فهي منذ الفتح إلى أن خربت دار العلم بالمغرب، إليها ينسب أكابر علمائه وإليها كانت رحلة أهله في طلب العلم [4]، فلما خربت جلا أهلها عنها وتفرق من بقي حيا من علمائها في الأمصار [5]، ولم تعد إليها الحياة العلمية إلا بعد أكثر من قرن من الزمان

[1] انظر عن أصل بني هلال واشتهارهم بالتخريب والفساد ودخولهم إفريقية: العبر 6/ 13، البيان المغرب 1/ 288 - 295، تاريخ التمدن الإسلامي 4/ 324، رحلة التجاني 16.
[2] انظر تفصيل ذلك في الكامل 8/ 59، العبر 4/ 63، 6/ 16، 159، البيان المغرب 1/ 291 - 294، إتحاف أهل الزمان 1/ 139، المعالم 1/ 15، 20، 3/ 190 - 192، الشجرة 2/ 128 - 131، وقد ألف في ذلك محمد بن سعدون القروي (ت 486 هـ) كتابا سماه "تعزية أهل القيروان بما جرى في البلدان من هيجان وتقلب الأزمان"، انظر البيان المغرب 1/ 281.
[3] تاريخ تونس ص: 48 - 52.
[4] انظر الشجرة 2/ 130، مقدمة ابن خلدون 431.
[5] انظر المعجب 358.
نام کتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا نویسنده : الطرهوني، محمد بن رزق    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست