المعتصم [1].
وكانت الخلافة لبني العباس قد استقرت في حياة المؤسس الحقيقي أبي جعفر المنصور فاستلمها الذين ورثوا الأمر من بعده ثابتة القواعد موطأة الأكناف [2] يكدر صفوها ثورات في المشرق والمغرب لا تلبث أن تخمد في مهدها.
وكان لاهتمام الخلفاء كالرشيد والمأمون بالعلم وإعلائهم منزلة العلماء أبلغ الأثر في ظهور نهضة علمية في أرجاء ولايات دولة الخلافة في بغداد وخراسان ومصر والحرمين. وأبو عبيد القاسم بن سلّام الذي ولد ونشأ وترعرع في هراة ومرو [3] من أعمال خراسان ثم انتقل بعد ذلك إلى كل من بغداد، طرسوس، مصر، مكة، قد تأثر وأثر بالحالة السياسية والعلمية القائمة آنذاك.
الحالة السياسية
: [1] - خراسان:
كانت خراسان موطنا للثورات والفتن طيلة عهد خلفاء بني العباس. فعلى سبيل المثال في سنة إحدى وستين ومائة خرج رجل يقال له المقنع في قرية من قرى مرو فجهز إليه المهدي عدة من أمرائه وأنفذ إليه جيوشا كثيرة [4].
مقرا للخلافة إلى سنة أربع ومائتين إذ قدم بغداد واستقر بها، فلما كان في سنة ثماني عشرة ومائتين غزا الروم وقهرها وفي عودته أقام أياما بطرسوس فمات بها في تلك السنة وكان عمره ثمان وأربعين سنة وأربعة أشهر.
انظر: (الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 96 - 103). [1] المعتصم: هو أبو اسحاق محمد بن هارون الرشيد، ولد في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائة، وبويع له بالخلافة يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة ومائتين وتوفي المعتصم ب- سر من رأى- لثمان بقين من ربيع الأول من سنة سبع وعشرين ومائتين.
انظر: (الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 104 - 110). [2] انظر: العالم الإسلامي في العصر العباسي/ حسن أحمد محمود، أحمد إبراهيم الشريف ص 132. [3] مرو: هي مرو العظمى أشهر مدن خراسان. (معجم البلدان 5/ 112). [4] البداية والنهاية 10/ 133.