responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم نویسنده : حسن عبد الفتاح أحمد    جلد : 1  صفحه : 72
دونه - أي الأسلوب - في نحو {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً} (يوسف:80) {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر} (الحجر:94) ، ولا بالصرف عن معارضتهم، لأن تعجبهم كان من فصاحته ولأن مسليمة وابن المقفع والمعرى وغيرهم قد تعاطوها [1] فلم يأتوا إلا بما تمجه الأسماع وتنفر منه الطباع ويضحك منه في أحوال تركيبه، وبها - أي بتلك الأحوال - أعجز البلغاء وأخرس الفصحاء.
فعلى إعجازه دليل إجمالي: وهو أن العرب عجزت عنه وهو بلسانها فغَيْرُهَا أحرى، ودليل تفصيلي: مقدمته التفكر في خواص تركيبه، ونتيجته العلم بأنه تنزيل المحيط بكل شيء علما".
والإمام عبد القاهر الجرجانى [2] يرى أن النظم ليس شيئا غير توخى معاني النحو وأحكامه فيما بين الكلم وإلا كان من أعجب العجب أن يزعم زاعم أنه يطلب المزية في النظم ثم لا يطلبها في معاني النحو وأحكامه التي النظم عبارة عن توخيها فيما بين الكلم، وذلك يقتضي دخولَ الاستِعارة والكنايةِ والتمثيل وسائرِ ضروب المجاز وغير ذلك من مقتضيات النظم وعنها يحدث وبها يكون، إذ لا يتصور أن يدخل شيء منها في الكلم وهي أفراد لم يُتَوَخَّ فيما بينها حكمٌ من أحكام النحو.
وطريق المزية المطلوبة في هذا الباب الفِكْرُ والنظر من غير شبهة، ومحال أن يكون لِلَّفْظِ صفة تستنبط بالفكر، ويستعان عليها بالروية، ولا يعد الإعراب من الوجوه التي تظهر بها المزية، لأن العلمَ به مشترك بين العرب كلهم، ولا يستنبط بالفكر ويعان عليه بالروية، فليس أحدهم بأعلم من الآخرين برفع الفاعل.

[1] الناظر في كتب هؤلاء الذين اتهموا بالمعارضة لا يجد ما يثبت ذلك عنهم.
[2] دلائل الإعجاز للجرجاني صـ300.
نام کتاب : عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم نویسنده : حسن عبد الفتاح أحمد    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست