responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 249
مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ [1] يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [2] يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ [3] يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور:
35] جاءت الآية السابقة لهذا المثل ممهدة لتوضيح حقيقة أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل إلى المؤمنين آيات واضحات، مفصلات لكل حاجيات الإنسان فى حياته الدنيوية من شرائع، ومعاملات، وعقائد، ثم عرض الله سبحانه أمثلة لما حدث للسابقين فى مواقفهم من أحداث الحياة، ومن الرسل، وما حلّ بالمكذبين من عقاب، جزاء عنادهم وكفرهم وعدم استجابتهم للدعوات الصالحات التى دعو إليها، وما كان فى مقابل ذلك من مواقف لمؤمنين نعموا فى دنياهم بصفاء العقائد، والقلوب، والأرواح، وسعدوا بها فى معاملاتهم، كما سعدوا بها فى أخراهم بما حظوا به من رضا الله سبحانه وتعالى، عليهم، وما أعده لهم من جزاء وفضل عميم.
وكل هذا الذى عرض مجملا فى آية واحدة إنما سيق ليكون طريق عظة واعتبار يهتدى به كل من يعبد الله، ويتقيه، ويؤمن بكل ما جاء من مثله على أيدى رسله، فالمؤمن هو حصيلة هذه الدعوات التى نزلت على رسل الله، والتى خصه الله بها وكرمه، من الله نور السموات والأرض.
وسورة النور قد حوت الكثير من أوضاع هذه النفس البشرية، وبخاصة المتدنية التى ترتكب الموبقات من قذف، وشهوة، وفاحشة، ووضعت لها الضوابط التى تقيم من عوجها، وتردعها حتى تعود إلى صفائها ونقائها، وتستعد لاستقبال النور الإلهى الذى يفيض فى الكون الكبير، أرضه وسمائه، ويسبح فيه، فتلتقى هذه النفس بمشاعرها بهذا النور فى ألفة ومعرفة وفرح؛ لأنها من خلق الله، وقد هيأها الله سبحانه وتعالى لتكون نقطة اتصال بين السماء والأرض عن طريق وحى الله الذى كرمها به، وجعلها أهلا لتحمل أمانته من رسالة، وإرادة، واختيار، وبذلك كان تمييزها، وتقديرها بهذا التصوير الرائع الذى عرضته الآية القرآنية.

[1] درى: منسوب إلى الدر لفرط ضيائه وصفائه.
[2] لا شرقية ولا غربية: لا يتمكن منها حر ولا برد.
[3] نور على نور: يريد أن النور الذى شبه به الحق نور مضاعف قد تناصر فيه المشكاة، والزجاجة، والمصباح، والزيت، حتى لم تبق بقية مما يقوى النور.
نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست