responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 248
شك بحاجة ملحة إلى الحذر، والدهاء، والمكر، وكل ألوان الأسلحة التى تستخدم استخداما كريما فى مدافعة الحياة دون أذى أو إضرار بالآخرين، فهذه الصفات تكسب صاحبها تفوقا وتميزا على الآخرين، يكتسبها من ممارسة الحياة، ومخالطة الآخرين، وكثرة التجارب، مع يقظة فى العقل، ودقة ملاحظة للأمور، وبصر بالمواقف، بهذا يكون المؤمن عامل نفع فى الحياة لا معول هدم يلحق الأذى بالآخرين، ويضر نفسه ومجتمعه، كما كان يظهر سابقا فى أخلاق اليهود، وما لهم من كيد وتدبير جرّ عليهم الكثير من المتاعب، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ [الأنفال: 30].
مكر، ومكر موازنة، ونتيجة واضحة، وغلبة لله سبحانه وتعالى فى هذا الموقف، وهكذا كل موقف مشابه.
ويحضرنا فى هذا الموقف كيف تستغل هذه الصفات استغلالا طيبا تؤدى إلى النفع لأصحابها ولغيرهم، من شخصيات لها دورها فى المكر والدهاء فى تاريخنا العربى، تذكر كتب الأدب أن داهية من دهاة العرب وهو معاوية بن أبى سفيان، صاحب المقولة الشهيرة: لو كان بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت؛ لأنهم إذا شدوا أرخيت، وإذا أرخوا شددت.
التقى وهو مؤسس دولة بنى أمية، مع قائده زياد بن أبيه، واليه على الكوفة، فى موقف فيه إرشاد وتعليم، فقد توفى المغيرة والى الكوفة، وخاف زياد أن يولى معاوية مكانه رجلا آخر يسمى عبد الله بن عامر، فأرسل إلى معاوية يخبره بوفاة المغيرة، ويشير عليه بتولية رجل آخر يسمى الضحاك بن قيس مكانه.
ففطن معاوية لما يدور فى خلد زياد، فكتب إليه: قد فهمت كتابك فليفرخ روعك [1] بالمغيرة، لسنا نستعمل ابن عامر على الكوفة، وقد ضممناها إليك مع البصرة. فلما ورد كتاب معاوية، قال زياد: النبغ [2] يقرع بعضه بعضا.
2 - قال الله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ [3] فِيها

[1] يفرخ روعك: يهدأ بالك.
[2] النبغ: من شجر الجبل، وهو من أكرم العيدان.
[3] المشكاة: فتحة فى الحائط غير نافذة، والمراد الأنبوية التى تجعل فيها الفتيلة، ثم توضع فى القنديل.
نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست