responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 244
والآيات المعروضة تدعونا إلى العلم الذى يقوم على البرهان، والدليل، والتحرى فى الحكم على الأشياء، وتنعى على أولئك المقلدين الذين ألغوا عقولهم، وتحكم فيهم التعصب للرأى، واتباع الهوى، كما تبث فينا روحا تسمو على أى لون من ألوان التفكير الضال، أو التعصب المقيت، فالدين الإسلامى جاء بشريعة مكملة لتلك الشرائع، ولا تتناقض معها فى الأصول، وللإنسانية جمعاء، لا لشعب بعينه كما فى تلك الديانات السابقة.
وهناك جانب عقلى يرجع إليه كل عاقل فى المقارنة بين الأشياء والموازنة بين فريقين أو اتجاهين، وهو أنه لا مجال لإعطاء الحق فى الحكم على الأشياء لمن سبق على ما سيأتى؛ لأن ذلك ليس فى مقدور البشر الذى لا يعلم الغيب، ولا يدرك المستقبل، فهؤلاء السابقون لم يعاصروا الأحداث، ولم يشهدوها، فليس من حقهم الحكم عليها بالصواب والخطأ، أو الصحة والخطل، ولذا فلا يقبل فى حكم العقل أن يأتى أصحاب الديانات السابقة بآيات أو أدلة تحكم على ما سيأتى من أحداث وديانة أخرى.
أما الصواب من الرأى، فهو أن يكون العكس صحيحا، وهو أن القرآن الكريم وخاتم الديانات ينطق بالحكم والحق فى حق السابقين؛ لأن هذا الحكم قائم على التجربة والواقع، والفهم، والتطبيق، باعتباره شاهدا على الأحداث، فما يقوله الإسلام وما ينطق به محمد، عليه الصلاة والسلام، هو الحق بالنسبة لمن سبقه فى تبيانه لنفوسهم، وشرائعهم، وأحداثهم، وحكمه على كل ما بأيديهم من آيات وكتب سماوية سليمة من التغيير والتبديل والتحريف.
وما زال موقف أولئك المعاندين لشريعة الله وقرآنه، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى توضيح من آيات القرآن الكريم التى لم يدخلها تحريف أو تبديل: وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [البقرة: 116 - 118].
مواقف أيضا يشترك فيها أصحاب الكتب السابقة مع مشركى قريش، فالأولون ينسبون إلى الله الولد، وهم يعلمون تمام العلم من واقع دياناتهم وكتبهم أن الله برىء

نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست