responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 201
(أ) تمجيد الله وتعظيمه بذكر صفاته، وخضوع المخلوقات من إنس، وجن، وسماء، وأرض، له، وتسبيحها بحمد الله، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء: 44].
(ب) اختيار رسول الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور من جنس العرب؛ ليتلو عليهم آيات الله.
(ج) رحمة الله شملت غير العرب الذين آمنوا، ومن بقى من أمة محمد من الأجيال اللاحقة.
(د) أسبغ الله نعما كثيرة على عباده الذين أراد لهم الهداية، وجدير بمن يعرف هذه النعم أن يوفيها حقها من الذكر، وحق موجدها بالطاعة والعبادة والتوحيد، حتى يكون من جملة المسبحين والمعترفين بفضل الله.
أما أولئك القوم الذين ضرب بهم المثل من اليهود الذين كانوا فى عصر الرسول، وعرفوا حقيقته من الآيات التى بين أيديهم التى تحويها التوراة، وما عرفوه من علامات، حتى أنهم كانوا يستفتحون على غيرهم من الكفار بأنهم سيتبعون الرسول الذى سيرسل، وسيكونون عونا له عليهم، فلما أرسل الله محمدا، عليه الصلاة والسلام، إذا بهم ينكرون الرسالة ويحاربونه أشد محاربة؛ لأنهم كانوا يحسبونه من قومهم ومن جنسهم.
هؤلاء القوم الذين كلفوا العمل بالتوراة، ولم يؤمنوا بمحمد، ولجأوا إلى التأويل والتحريف والتبديل، ضرب الله لهم المثل بالحمار الذى يحمل فوق ظهره كتبا تحوى كنوز المعرفة واليقين، ولا يدرى عنها شيئا، ولا ينال من حملها إلا الثقل دون فائدة، بل هم أسوأ حالا من الحمار؛ لأن الحمار لا فهم له، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها.
وفى هذا التصوير القرآنى دعوة واضحة لكل ذى لب أن يستوعب علم ما يحمل، وأن يتفهم جوانبه وأهدافه ومراميه، حتى لا يلحقه الندم من جراء جهله بما معه، والذم ممن يراه، وأن يعمل بمقتضى ما فيه من نهج صالح، ودعوة بناءة فى الحياة الدنيا، وسعادة فى الآخرة.
إنها دعوة المعرفة التى تنتظم جوانب النفس، وجوانب المجتمع والحياة زراعة، صناعة، تجارة، حتى تصل إلى كفايتها التى تطمح إليها، ثم تصل فى نهايتها إلى المعرفة

نام کتاب : عون الحنان في شرح الأمثال في القرآن نویسنده : على أحمد عبد العال الطهطاوى    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست