الفصل الثالث الأمثال فى القرآن الكريم (1)
قال الله تعالى، وهو أصدق القائلين: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: 17].
وقال أيضا فى محكم قرآنه: وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [الزمر: 27].
وقال تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ [العنكبوت:
43].
فى ضوء هذه الآيات البينات، وما ترسله من هدايات، سيكون الحديث والفهم لما تهدف إليه، وما تثيره فى النفس الإنسانية المسلمة من يقظات روحية، وإشراقات وجدانية، وما تغرسه فى العقل من هداية وتوجيه، وما توحى به من تعاليم هادية لخيرى الدنيا والآخرة.
لقد كان من فضل الله على عباده المؤمنين، أن عصم رسوله الأمين محمد بن عبد الله من كيد الكائدين، وتدبير المنافقين، وأذى المشركين فى كل المحاولات التى صنعوها، والمؤمرات التى حاكوها، والمعارك التى خاضوها؛ إطفاء لنور الله، وصدا للناس عن الهداية إلى دين الحق، كانت يد الله هى العليا، فحفظ رسوله، وشد أزره، ونصره على أعدائه، أعداء الحق، وحفظ رسالته، وصان وحيه وقرآنه من عبث العابثين، وتدبير الخائنين، فلم يلحقه تغيير أو تبديل كما لحق الكتب السماوية الأخرى، حفظ الله قرآنه من الضياع، والتحريف، والتشكيك، والافتراءات، بذلك الوعد القرآنى الذى نردده فى كل حين: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر: 9]، ولن يخلف الله وعده، فهو مصون بقدرته القاهرة؛ لأنه:
1 - كلام الله سبحانه وتعالى، وهو القادر وحده على حفظه.
(1) د/ محمد سيد شقير.