وأصحابه من النصارى الذى أسلموا أيضا، فكل صفات الخير التى أتت بعد ذلك فى الآيات الكريمة إنما هى لمن آمن منهم بالقرآن ودخل فى حوزة الإسلام، وعبد الله تعالى على شريعة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لا كما زعمه الكاتب فى تحريفه الآيات، وحملها على من لم يؤمن من أهل الكتاب، ولو قرأ سابق الآية وتدبره حق التدبر، لاهتدى إلى المعنى الصحيح الذى قال به أئمة الهدى وأعلام المحققين.
وأما القسم الآخر من أهل الكتاب الذى أشارت إليه الآية، فلم يذكر فى الآية، اكتفاء بذكر أحد الفريقين. قال الخطيب الشربينى فى تفسيره عند هذه الآية ما نصه: أى والأمة الأخرى غير قائمة، بل منحرفون عن الحق، غير متعبدين بالليل، مشركون بالله، ملحدون فى صفاته، واصفون لليوم الآخر بغير صفته، متباطئون عن الخيرات، فترك هذه اكتفاء بذكر أحد الفريقين.
فأى مطمع للكاتب بعد هذا البيان فى هذه الآيات وأمثالها مما ادعى فيه أنه يؤيد رأيه الذى لم يقل به أحد، ولم يشهد له أى دليل من نقل صحيح، أو عقل سليم، والله يقول الحق، وهو يهدى السبيل.