responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 564
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282] [1]. معناه: كيف تتقوه، فإن الآية هي آية الدين فبصرهم أحكامها وأمرهم بامتثالها وحذرهم عن مخالفتها، مع ما سبق من الربا قبلها، ثم قال: {وَإِنْ تَفْعَلُوا} يعني ما نهيتكم عنه {فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [البقرة: 282] في اجتناب ما نهيتكم عنه {وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} ما تفعلون وما تتركون [2].
وقد قيل: إنهم إذا أكلوا الربا عَزَبَت أحلامهم، واسترسلت أفعالهم، وتحيروا {كالَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [3].

ذكر علم الأنبياء عليهم السلام
فأما الأنبياء فالذي علمته ليس بصفاء قلب منهم قَابَلَهُ مقر العلوم فتجلت فيه، وإنما يتوصلون إلى المعرفة بتعليم جبريل، وهو المعلم الثاني.
وقد فضلت الأنبياء الخليقة في علومها بوجهين:

[1] أعتقد -والله أعلم- أن ابن العربي لم يوفق في رأيه هذا، فحماسه الشديد في النكير على الغزالي ومن اعتقد مذهبه من الفيضيين والإشراقيين، قد أدى به إلى المغالاة في إنكار ما هو معلوم وَمُسَلَّم لدى علماء السنة من أن تقوى الله عَزَّ وَجَلَّ سبب من جملة الأسباب التي تساعد على تحصيل العلم والمعرفة، ويبدو أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد اطلع على مقالة ابن العربي هذه فرد عليه وعلى من ارتضى مذهبه قائلاً:
"وقد أنكر عليه (أي على الغزالي) طائفة من أهل الكلام والرأي مما قاله من الحق، وزعموا أن طريق الرياضة وتصفية القلب لا تؤثر في حصول العلم، وأخطؤوا أيضاً في هذا النفي، بل الحق أن التقوى وتصفية القلب من أعظم الأسباب على نيل العلم" الرد على المنطقيين: 511.
وقال في موضع آخر: "وأما العلم اللّدني فلا ريب أن الله يفتح على قلوب أوليائه المتقين وعباده الصالحين بسبب طهارة قلوبهم مما يكرهه، واتباعهم لما يحبه، ما لا يفتح به على غيرهم .. " رسالة "في علم الظاهر والباطن" ضمن مجموعة الرسائل المنيرية: 1/ 237.
[2] لم أعثر على هذا القول المنسوب إلى الفقهاء في كتب التفسير التي استطعت الرجوع إليها.
[3] الآية: 275 من "البقرة".
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي    جلد : 1  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست