نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 483
تتعلق هذه المعلومات بعضها ببعض، وترجع إلى وصف الله العلي واسمه الحسن.
وأما الشجاعة [1] فهي ثبوت القلب عند تعارض المضادات من المخاوف والمرجوات، ولم يحز أحد في الإِسلام هذه الصفة حاشا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فإنه كان أشجع الأمة [2] بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ ثبت قلبه في مواضع زاغت فيها القلوب، وذلك إذ نزلت المصيبة العظمى بموت [3] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاختلط عمر [4]، وخرس عثمان [5]، واستخفى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، واستسلم سائر الخلق، فكان من أبي بكر في ذلك ما قصرت عنه جميع الأمة، قال [6] للناس: "ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما واعده الله كما واعد موسى [7]، وَلَيَرْجِعَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليقطعن أيديَ الناس وأرجلَهُمْ، فجاء أبو بكر رضي الله عنه وكان غائباً في منزله بالسُّنْح [8]، فدخل منزل ابنته عائشة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجى بثوبه، [1] انظر: العواصم: 255، العارضة: 9/ 139، التعريفات: 67، كشاف اصطلاحا الفنون: 2/ 229 (ط: تراثنا). [2] انظر هذه المواقف في العواصم: 373، الأحكام: 867 - 869، العارضة: 9/ 144، ففيها تفصيل لبعض ما أجمله هنا. [3] انظر سيرة ابن هشام: 4/ 1069، تاريخ الطبري: 3/ 207، السيرة النبوية لابن كثير: 4/ 470، الإمتاع للمقريزي: 1/ 548. [4] العواصم: وأما عمر فأهجر. [5] العواصم: وأما عثمان فسكت، الأحكام: فبهت. [6] أي عمر رضي الله عنه انظر العواصم: 374. [7] إشارة إلى قوله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [البقرة: 51]. [8] طرف من أطراف المدينة المنورة بينها وبين منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميل. ياقوت الحموي: معجم البلدان، 3/ 256.
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 483