نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 428
فأخذت في قراءة شيء من أصول الدين، والمناظرة فيها مع الطالبين، ولزمت مجالس المتفقهين، وكان فيها الأدب على حالة وسطى.
فلما حان وقت إقلاع المركب في البحر إلى ديار الحجاز، اعتزمنا فركبناه بعد أن وعيت جملاً من المعلومات، تفسيرها في موضعها مسطور، فركبناه، وقد سبق [1] في علم الله أن يُعْظِمَ علينا البحر بِزَوْله [2] ويغرِقَنَا في هَوْلهِ. فخرجنا من البحر خروج الميت من القبر، وانتهينا بعد خطب طويل إلى بيوت بني كَعْب مِنْ سُلَيْم [3]، ونحن من السغب [4] على عطب، ومن العُرْيِ في أقبح زي، قد قذف البحر زقاق زيت مزقت الحجارة هيئَتها، ودسمت الأدهان وبرها وَجِلدتها، فاحتزمناها أزُراً، واشتملناها لَفَفاً، تمجنا الأبصار، وتخذِلُنَا الأنصار، فعطف أميرهم علينا لعرق كان فيه من الحَضَرِ، وَخَفَرَنَا [5] بحرمة أورثتها عنده سجية مصرية، إذ كان نشأ في [1] النص التالي نقله المِقرِي في كتابيه نفح الطيب 2/ 13 وأزْهَار الرياض 3/ 89 والرُّهُوني في شرحه لمتن خليل 7/ 361 (نقلاً عن ابن غازي في التكميل)، ومخلوف في شجرة النور الزكية: 137. [2] أي بعجائبه وهو المعنى الذي ارتضاه الشيخ الرهوني في حاشيته: 7/ 361. [3] الكعُوبُ: بطن كبير، من سُلَيْم بن منصور، من العَدْنَانِية، كانت مساكنهم ببرقة (ليبيا)، وكانوا رؤساء البدو بتلك الديار. انظر عنهم: ابن خلدون: العبر: 6/ 73، 7/ 273، القلقشندي: صبح الأعشى: 1/ 345 وقلائد الجمان له: 123، النويري: نهاية الأرب: 1/ 341. [4] وهو الجوع مع التعب. [5] أي أجارهم ومنعهم وأصبحوا في ذمته.
نام کتاب : قانون التأويل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 428