(48) الاتِّقَاء (1)
الاتّقاء: افتعال من: وقَى يقِي، فالمجرّد يتعدّى إلى مفعولين، كما قال تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} [2].
أي حفظهم عنه.
وأما الافتعال منه فيتعدى إلى مفعول واحد، اتقيت الشر: تحفّظت منه، اتقيت السيف بالتُّرس: جعلتَه حاجزاً بينك وبين السيف. قال تعالى:
{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [3].
قال النابغة:
سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إسْقَاطَهُ ... فَتَنَاوَلَتْهُ واتَقَتْنَا بِالْيَدِ (4)
وفي الحديث:
"اتَقُوا [5] النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" [6].
أي التمِسوا وقايةً من النار، ولو بشِقّ تمرةٍ تُعطوها [7] الفقراءَ.
(1) تفسير سورة البقرة: ق 20 - 22، والمطبوعة: 19. [2] سورة الإنسان، الآية: 11. [3] سورة الزمر، الآية: 24.
(4) البيت من قصيدته في وصف المتجردة، في ديوانه: 93. والنصيف: الخِمار. [5] في المطبوعة: واتقوا. [6] أخرجه البخاري عن عدي بن حاتم في كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة، وكتاب الأدب، باب طيب الكلام. ومسلم عنه في كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة. انظر الفتح 3: 283 و10:449، والنووي 7: 107 وانظر النهاية 2: 491. [7] الأصل: تُعطونَها. قال ابن مالك: "حذفُ نون الرفع في موضع الرفع لمجرد التخفيف، ثابتٌ في الكلام الفصيح، نثرِه ونظمِه". شواهد التوضيح: 171.