نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 383
العصر، فيمكن تحديد ساعات الليل والنهار فى كل قطر ومخاطبة أهله بالتلغراف للتأكد من صحة الوقت الحسابى عندهم، وأن المحققين من علماء المسلمين فى المعقول والمنقول كالغزالى والرازى وابن تيمية وابن القيم قد اتفقوا على كروية الأرض، وظواهر النصوص أدل على هذه الكروية، وأن هؤلاء المحققين قد حكوا القول بدوران الأرض على مركزها، وأوردوا عليه نظريات تشكك فى كونه قطعيا ولا تنقصه كما فى المواقف والمقاصد وغيرها، والنصوص لا تمنع مما يقول به علماء الهيئة من هذا الدوران [1].
ونزيد هنا: أن الامتنان بعجائب الليل والنهار وما فى تعاقبهما من الفوائد والمنافع جاء فى كثير من آيات القرآن الكريم فى كثير من المواضع وبأساليب متنوعة. ففي سورة الإسراء: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا [الآية: 12]، وفى سورة الفرقان: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً [الآية:
62]. وفى سورة القصص: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الآيات 71 - 73]، وفى سورة يس: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ [الآية: 37] إلى كثير من هذا المعنى فى كتاب الله، وهو فى ذلك كله إما أن يلفت الأنظار إلى سلخ النهار من الليل، أو إلى غشيان الليل والنهار أو إلى تعاقبهما وتخالفهما، وفى التعبير بالتغشية والسلخ والتخالف إشارة إلى الاتصال التام بين وقتى الليل والنهار والتدرج فى تعقب أحدهما الآخر، فكل جزء من سطح الأرض يخلو من أحدهما يعقبه فيه الثانى توا وهكذا دواليك. وهو يوافق ما يقرره الفلكيون فى هذه الأعصار.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) إن فيما ذكر من مد الأرض وما يتصل بها من عوالم الجبال والأنهار، وغرائب النبات والأفلاك، لدلائل واضحة على قدرة الصانع [1] انظر: التفسير الكبير للرازى (10/ 3) وروح المعانى للآلوسى (13/ 91) وفتح القدير للشوكانى (3/ 66). وممن رفض القول بكروية الأرض: الإمام القرطبى فى تفسيره (9/ 288).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 383