responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 341
«سورة الرعد» (1)
يرى بعض العلماء أن من حرمة القرآن وتوقيره ألا يقال: سورة النحل، وسورة الرعد، وسورة البقرة الخ. ولكن يقال: السورة التى يذكر فيها النحل، والسورة التى يذكر فيها الرعد وهكذا [2]. ولقد جرى على ذلك شيخ المفسرين الطبرى فعنون لهذه السورة فى تفسيره بقوله: «أول السورة التى يذكر فيها الرعد» [3].
وقد رد القرطبى على من قال بهذا الرأى فقال: هذا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة: من قرأ بهما فى كل ليلة كفتاه» أخرجه البخارى ومسلم من حديث أبى مسعود [4]. ولعل هذا هو الأقرب إلى سماحة الإسلام وابتعاده عن التعقيد الشكلى [5]، وفى اللغة والمجاز مندوحة.

(1) يلاحظ أن الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله بدأ باب التفسير فى مجلة (المنار) بسورة الرعد، ولم يبدأ بسورة الفاتحة، وذلك لحكمة بينها الشيخ محمد الغزالى- رحمه الله- إذ يقول: «قال لى الأستاذ حسن البنا عليه الرضوان: إنه تناقش مع الشيخ رشيد فى إحدى القضايا الفقهية، واتسعت مسافة الخلاف بينهما، ولم يصلا إلى وفاق.
ثم رأيت الأستاذ البنا يصدر صحيفة الشهاب (هى المنار وليست الشهاب، وقد خانت شيخنا الغزالى ذاكرته فى ذلك) وبدأ فيها باب التفسير، فإذا هو يستفتح بسورة الرعد! قلت له: لم هذا البدء؟ قال:
من حيث انتهى الشيخ الكبير محمد رشيد رضا.
قلت (أى الشيخ الغزالى) فى نفسى: «لا يعرف الرجال إلا الرجال». انظر: «علل وأدوية» للإمام المرحوم الشيخ محمد الغزالى ص 111 طبعة مؤسسة دار العلوم بالدوحة. الطبعة الأولى. وص 123 طبعة دار القلم- دمشق.
[2] استدل القائلون بهذا الرأى بما روى عن أنس مرفوعا: «لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء، وكذلك القرآن كله، ولكن قولوا: السورة التى يذكر فيها البقرة، والتى يذكر فيها آل عمران، وكذلك القرآن كله» رواه الطبرانى فى «الأوسط» وقال الهيثمى: فيه عبيس بن ميمون وهو متروك. انظر:
مجمع الزوائد (7/ 157). وقال ابن كثير: لا يصح رافعه. وقال البيهقى: إنما يعرف موقوفا على ابن عمر. انظر: التحبير فى علم التفسير للسيوطى ص 633، 634.
[3] انظر: تفسير الطبرى (7/ 326).
[4] رواه أحمد (5/ 96، 100، 101) والبخارى (4008) و (5040) ومسلم (807) والترمذى (2881) وأبو داود (1397) وابن ماجة (1368) والدارمى (1487) و (3388) عن أبى مسعود البدرى الأنصارى. وقد أخطأ الإمام البنا فى ذكر راوى الحديث فذكر أن راويه: عبد الله بن مسعود، والصواب ما أثبته.
[5] بل هو الأرجح لما ورد فى السنة من ذكر أسماء هذه السور باسمها دون تحرج، ولله در الإمام البخارى الذى ذكر فى كتاب (فضائل القرآن) بابا عنوانه ب (باب من لم ير بأسا أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا وكذا).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست