نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 307
واليا على حمص- إلى الجراجمة، فرأيت شيخا كبيرا قد سقط حاجباه على عينيه من أهل دمشق على راحلته فيمن أغار، فأقبلت إليه فقلت: يا عم لقد أعذر الله إليك، فرفع حاجبيه فقال: يا ابن أخى استنفرنا الله خفافا وثقالا ولم يعذر أحدا [1].
وقال ابن أبى نجيح [2] عن مجاهد: (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا) قالوا: فإن فينا الثقيل وذا الحاجة والضّيعة والشّغل والمتيسّر به أمره، فأنزلها الله وأبى الله أن يعذرهم دون
أن ينفروا- مهما كانت ظروفهم- وعلى ما كان منهم [3].
" وبعد" فإلى من يريدون تكوين الأمم على روح الجندية الصحيحة: هل رأيتم نفيرا عاما كهذا النفير؟! فإن كنتم جادين فحذوا على هذا الدرب ودعوا العبث. [1] انظر: ابن كثير (3/ 344). [2] هو أبو يسار عبد الله بن أبى نجيح، كان مفتى أهل مكة بعد عمرو بن دينار، وكان فصيحا مفسرا ثقة.
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبى (6/ 125) وتاريخ الإسلام للذهبى (5/ 269). نقلا عن: العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج للشيخ عبد الفتاح أبى غدة رحمه الله (26، 27) بتصرف. وقد خطأ الشيخ أبو غدة من ضبط شكل (أبى نجيح) بضم النون، والصواب فتحها. [3] انظر: المصدر السابق، وتفسير مجاهد ص 279 طبعة قطر. وقول الإمام البنا: مهما كانت ظروفهم، ليست من قول مجاهد، ولذا وضعتها بين عارضتين.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 307