دعوى البنوة فى الأديان السابقة:
عزير هو الذى يسمّى عند اليهود:" عزرا"، وله عندهم المنزلة العليا، إذ يعتبر عصره من أزهر عصور اليهود الدينية، وله فضل عظيم عندهم إذ ينسبون إليه أنه جدّد التوراة بإلهام من الله بعد أن أحرقت كل نسخها فى عهد بختنصر أو (نبوخدنصّر)، قال كليمص اسكندريانوس:" إن الكتب السماوية ضاعت فألهم عزرا أن يكتبها مرة أخرى [2]. ثم هم يقولون: إن ما كتبه عزرا قد أحرق هو الآخر عند ما استولى" انطيوكس" ملك سوريا على" أورشليم"، وأمر أن من يوجد عنده نسخة من كتب العهد العتيق [أى القديم] يقتل وتعدم تلك النسخ.
ولفظ (ابن الله) أطلق فى كتب اليهود والنصارى عدة إطلاقات، أطلق على آدم، كما جاء فى نسب المسيح فى آخر الفصل الثالث من إنجيل لوقا: (ابن شيث بن آدم بن الله)، وأطلق على يعقوب كما فى الفصل الرابع من سفر الخروج: (4: 22 هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر)، وأطلق على أفرايم كما فى سفر أرميا: (31: 9 لأنى صرت أنا وأفرايم هى بكرى)، وأطلق على الملائكة وعلى المؤمنين الصالحين فى مواضع كثيرة من العهد القديم والجديد، ولا شك أن المراد بالنبوّة فى كل هذه الإطلاقات معان
(1) نشرت فى مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية فى العدد (176) الصادر فى 2 من محرم سنة 1367 هـ- 15 من نوفمبر سنة 1947 م. [2] نقلا عن: إظهار الحق لرحمة الله الهندى (1/ 167).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 282