نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 136
أقطع" [1] وفى رواية:" أجذم" [2] وفى رواية:" أبتر" [3] وكلها بمعنى واحد رواه أبو داود وحسّنه ابن الصلاح، وكأنّ المقصود بهذا الافتتاح: أقرأ مفتتحا: باسم الله الرحمن الرحيم، أو أعمل أو أقول مفتتحا: باسم الله الرحمن الرحيم.
والاسم ما دلّ على ذات من الذوات، أو معنى من المعانى، ولفظ الجلالة (اللَّهِ) علم على ذات واجب الوجود، وهو آكد أسمائه سبحانه وأجمعها، وما عداه صفات له سبحانه، وتسند إليه تعالى أفعال هذه الصفات، وتضاف إليه مصادرها، ويطلق عليها الأسماء الحسنى، وكل اسم منها صفة فى المعنى، وهو يدل على ذات الله على الصفة التى اشتق منها، واسم الجلالة الأعظم يدل عليها كلها، وعلى لوازمها الكمالية، وعلى تنزّهه سبحانه عن أضدادها. فهو دال على اتصاف مسماه بجميع صفات الكمال وتنزهه عن جميع النقائص [4].
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) صفتان لله تعالى مشتقتان من الرحمة بالمعنى الذى يليق بجلاله سبحانه، قال ابن القيم:" وأما الجمع بين الرحمن والرحيم: ففيه معنى بديع، وهو أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، وكأنّ الأول الوصف والثانى الفعل. فالأول دالّ على أن الرحمة صفة ذات له سبحانه،
والثانى دالّ على أنه يرحم خلقه برحمته، أى صفة فعل له سبحانه، فإذا أردت فهم هذا: فتأمل [1] رواه أحمد (3/ 43) وابن ماجة (1894) والبيهقى فى" السنن" (4/ 451) وفى" الشعب" (4372) والدارقطنى (1/ 229) عن أبى هريرة رضى الله عنه، وليس فى رواية من الروايات جملة" بسم الله الرحمن الرحيم"، ولفظه فى كل الروايات التى ساقها:" كل كلام أو أمر ذى بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر أو قال: أقطع". ولا توجد رواية فيها ذكر البسملة إلا رواية للخطيب فى" الجامع" من طريق مبشر بن إسماعيل عن الزهرى بلفظ:" لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع" وقال عنه ابن حجر:
الراوى له عن مبشر مجهول. انظر: تخريج ابن حجر لأحاديث تفسير الكشاف على هامشه (1/ 4). [2] رواه أبو داود (4840) والنسائى فى" الكبرى" (10331) وعبد الرزاق (10455) و (20208) عن أبى هريرة رضى الله عنه. وضعفه الألبانى فى" ضعيف أبى داود" (1031). [3] رواه أحمد (3/ 43) عن أبى هريرة رضى الله عنه. [4] بين الإمام الكيا الهراسى عدة فوائد لقول المسلم" بسم الله" ومنها: أنها شعار من شعائر الدين، وأنها تطرد الشيطان، وأنها مفزع للخائف، ودلالة من قائلها على انقطاعه إلى الله، وأنها أنس للسامع، وأنها اعتراف من قائلها بالألوهية وبنعمة الله عليه، وأنها استغاثة بالله، وعبادة له. انظر:" أحكام القرآن" للكيا الهراسى (1/ 4، 5).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 136