نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 111
خواطر فى ترجمة معانى القرآن الكريم (1)
أما رأينا فهو: أننا لسنا من أنصار المشروع، ونعتقد أن البعد عنه خير من الشروع فيه بأية صورة من صوره، وأنّ الجهود التى يستنفدها لو أنفقت فى غيره من وسائل النهوض بالمسلمين أو الدعوة للإسلام لكان ذلك خيرا.
ذلك ما نؤمن به. حتى بعد أن قرأنا ما كتب به الكاتبون، وما أفتى به حضرات أصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء، وبعد قرار مجلس الوزراء [2].
(1) نشرت فى مجلة (جريدة الإخوان المسلمين) الأسبوعية فى العدد الثانى من السنة الثالثة الصادر فى يوم الثلاثاء الموافق 29 من محرم سنة 1355 هـ- 21 من إبريل سنة 1936 م. [2] ثار موضوع (ترجمة معانى القرآن) فى ذلك الوقت، وذلك عند ما اقترح شيخ الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغى أن تترجم معانى القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، وحتى يكون القارئ مدركا لكلام الإمام الشهيد أضع بين يديه المقال الذى نشره شيخ الأزهر، والذى دعا فيه إلى ترجمة معانى القرآن، وفتاوى العلماء، وأول ما نذكر بيان شيخ الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغى، وهو مقال نشرته الصحف اليومية آنذاك، وتصدر صفحاتها الأولى، ومنها جريدة (الأهرام) المصرية، والذى قال فيه:
إلى حضرة صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء اشتغل الناس قديما وحديثا بترجمة معانى القرآن الكريم إلى اللغات المختلفة، وتولى ترجمته أفراد يجيدون لغاتهم، ولكنهم لا يجيدون اللغة العربية، ولا يفهمون الاصطلاحات الإسلامية، الفهم الذى يمكنهم من أداء معانى القرآن على وجه صحيح. لذلك حدث فى التراجم أخطاء كثيرة، وانتشرت تلك التراجم ولم يجد الناس غيرها، فاعتمدوا عليها فى فهم أغراض القرآن الكريم، وفهم قواعد الشريعة الإسلامية، فأصبح لزاما على أمة إسلامية كالأمة المصرية لها المكان الرفيع فى العالم الإسلامى أن تبادر إلى إزاحة هذه الأخطاء، وإلى إظهار معانى القرآن الكريم نقية فى اللغات الحية لدى العالم.
ولهذا العمل أثر بعيد فى نشر هداية الإسلام بين الأمم التى لا تدين بالإسلام، ذلك أن أساس الدعوة إلى الدين الإسلامى إنما هو الإدلاء بالحجة الناصعة والبرهان المستقيم، وفى القرآن الكريم من الحجج الباهرة والأدلة الدامغة ما يدعو الرجل المنصف إلى التسليم بالدين والإذعان له.
وفائدة أخرى للأمم الإسلامية التى لا تعرف العربية، وتشرئب أعناقها إلى اقتطاف ثمرات الدين من مصدرها الرفيع، فلا تجد أمامها إلا تراجم ملئت بالأخطاء، فإذا ما قدمت لها ترجمة صحيحة تصدرها هيئات لها مكانتها الدينية فى العالم، اطمأنت إليها، وركنت إلى أنها تعبر عن الوحى الإلهى تعبيرا دقيقا.
ونرى أن عهد صاحب الجلالة الملك فؤاد الذى تمت فيه أعمال جليلة لخير الإسلام والمسلمين خليق بأن يتم فيه هذا المشروع الجليل. أطال الله بقاء جلالته نصيرا للعلم والدين.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 111