responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 213
فقد ذهب كثير من العلماء المسلمين في القديم إلى القول بكرويتها كالآلوسي والرازي وأبي السعود. في تفاسيرهم المشهورة، وأما كونها مسطحة أو ممدودة أو مبسوطة، فإنما هي بالنسبة لعظمها وسمتها أو بالنسبة للناظرين إليها، فليس في القرآن الكريم ما يخالف الحقائق العلمية حول صورة الأرض الكروية [12].
وصورة الأرض، كروية، ومتحركة، ونحن ثابتون عليها، تثير الخيال حين يتملّاها، ويسبح في آفاقها، وتوقظ الإنسان على حقيقة الألوهية القادرة على كل شيء، فقد اجتمعت في صورتها الحركة والثبات معا فهي كالناقة الذلول، يقول الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ الملك: [15].
ولفظ ذَلُولٌ يوحي بحركتها وثبات الإنسان عليها، فهذه الأرض «التي نراها ثابتة مستقرة ساكنة هي دابة متحركة بل رامحة، راكضة، مهطعة، وهي في الوقت ذاته، ذلول، لا تلقي براكبها عن ظهرها، ولا تتعثر خطاها، ولا تخضّه، وتهزه، وترهقه، كالدابة غير الذلول، ثم هي دابة حلوب، مثلما هي ذلول» [13].
وزيادة في تشخيصها قال: فَامْشُوا فِي مَناكِبِها و «المشي في مناكبها مثل لفرط التذليل ومجاوزته الغاية» [14]، كما يقول الزمخشري.
فإذا كان المشي في مرتفعاتها أو أطرافها مذلّلا، فلا يشعر الإنسان بحركتها، فالمشي في سهولها من باب أولى.
ويضاف إلى صورة الأرض الذلول، صورة الأم الحنون، التي تضمّ بنيها، وتحتضنهم أحياء وأمواتا، يقول الله تعالى في ذلك: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً، أَحْياءً وَأَمْواتاً، وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ، وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً، وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ المرسلات: 25 - 28.
والمراد بالكفت هو الجمع والضم، فهي تجمع البشر على ظهرها أحياء، وتضمهم في باطنها أمواتا [15].
فالصورة التي يرسمها اللفظ الموحي، لهذه الأعداد الهائلة من البشر، يتجمعون على

[12] صفوة التفاسير: 3/ 553.
[13] في ظلال القرآن: 6/ 3639.
[14] الكشاف: 4/ 138.
[15] صفوة التفاسير: 3/ 502.
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست