responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 201
كما تتسم صورها بالبساطة، وسهولة الإدراك لأنه «كلما كانت الخطوط والأشكال بسيطة ازداد الجمال، وازدادت القوة» [2].
ويرجع جمال تصوير الطبيعة- بالإضافة إلى ما ذكرناه- إلى الحقيقة الإلهية، التي تظهر في شفافية المشاهد وإيحائها بالقدرة الإلهية المبدعة، وكأن هذه المشاهد المصورة لوحات فنية، لحقائق دينية تكمن وراء المشاهد المنظورة، فهي التي تضفي عليها الجمال والتناسب والتناسق والجاذبية. فالحقيقة الدينية هي هدف تصوير الطبيعة، تخرجها من داخل مناظر الطبيعة إلى المشاهد المصورة. أو بمعنى آخر، تخرجها من الكمون في المناظر المرئية إلى الظهور في المشاهد المصورة، وبذلك لا تغدو المشاهد مجرد أشكال أو تماثيل صامتة بل هي مشاهد حية شاخصة تدلّ على مبدعها وهو الله سبحانه.
وحين يتفاعل المسلم معها، أو يتأثر بها، فلأنه يرى فيها مخلوقات لله، فيها الحياة والحركة، وينطبق عليها ما ينطبق على الأحياء من الفناء والزوال.
ولا شك في أن الذي خلق الطبيعة هو أعلم بأسرارها وعلاقاتها، فحين يصوّر لنا الطبيعة في كتابه العزيز. فإن تصويره هو الأصدق والأدق من أي تصوير آخر لها، وقد أراد الله من تصويرها أن يلفت انتباه الإنسان إلى بديع خلقه، وقوة قدرته، ويوقظ الحواس والمشاعر والعقول، لإدراك ما وراء الطبيعة من حكمة وغاية. وليس هدفه تقديم الحقائق العلمية أو تصويرها لمجرد التصوير الفني، وإنما الهدف أن ينقل الإنسان من مظاهرها الخارجية إلى أعماقها وأسرارها والحكمة من خلقها، أي إلى بيان حقيقة الألوهية، وآثار الربوبية في هذا الكون المنظور.
ولكنّ هذه المشاهد الطبيعية المصوّرة. هي وسيلتنا لمعرفة الحقائق الدينية المستترة.
لهذا فإنّ «الإخلاص للمظاهر هو الشيء الوحيد الذي يسمح بأن نتعدى حدود المظاهر نفسها، وبأن نصل إلى الواقع على حقيقته نقصد كما يقول سيزان- إلى الطبيعة في أعماقها» [3].
وهذا ما نراه في تصوير الطبيعة في القرآن، حيث تجمع الصورة بين الشكل الخارجي

[2] بحث في علم الجمال: ص 224.
[3] المصدر نفسه: ص 267.
نام کتاب : وظيفة الصورة الفنية في القرآن نویسنده : عبد السلام أحمد الراغب    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست