responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 63
وَإِذا لم يُمكنهُ أَن يتَصَرَّف بمشيئته لم يكن " ملكا " أَيْضا. فَمن قَالَ إِنَّه لَا يقوم بِهِ " فعل اخْتِيَاري " لم يكن عِنْده فِي الْحَقِيقَة مَالِكًا لشَيْء وَإِذا اعْتبرت سَائِر الْقُرْآن وجدت أَنه من لم يقر " بِالصِّفَاتِ الاختيارية " لم يقم بِحَقِيقَة الْإِيمَان وَلَا الْقُرْآن.
فَهَذَا يبين أَن الْفَاتِحَة وَغَيرهَا يدل على " الصِّفَات الاختيارية " وَقَوله: {إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين} فِيهِ إخلاص الْعِبَادَة لله والاستعانة بِهِ وَأَن الْمُؤمنِينَ لَا يعْبدُونَ إِلَّا الله وَلَا يستعينون إِلَّا بِاللَّه؛ فَمن دَعَا غير الله من المخلوقين أَو اسْتَعَانَ بهم: من أهل الْقُبُور أَو غَيرهم لم يُحَقّق قَوْله: {إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين} وَلَا يُحَقّق ذَلِك إِلَّا من فرق بَين " الزِّيَارَة الشَّرْعِيَّة " و " الزِّيَارَة البدعية ". فَإِن " الزِّيَارَة الشَّرْعِيَّة " عبَادَة لله وَطَاعَة لرَسُوله وتوحيد لله وإحسان إِلَى عباده وَعمل صَالح من الزائر يُثَاب عَلَيْهِ. و " الزِّيَارَة البدعية " شرك بالخالق وظلم للمخلوقات وظلم للنَّفس.
فَصَاحب الزِّيَارَة الشَّرْعِيَّة هُوَ الَّذِي يُحَقّق قَوْله: {إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين} . أَلا ترى أَن اثْنَيْنِ لَو شَهدا جَنَازَة فَقَامَ أَحدهمَا يَدْعُو للْمَيت وَيَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه وعافه واعف عَنهُ وَأكْرم نزله ووسع مدخله واغسله بِمَاء وثلج وَبرد ونقه من الذُّنُوب والخطايا كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من

نام کتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست