responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 249
شرع الله من اللَّذَّات مَا فِيهِ صَلَاح حَال الْإِنْسَان وَجعل اللَّذَّة التَّامَّة فِي الْآخِرَة
وَالله سُبْحَانَهُ قد شرع من هَذِه اللَّذَّات مَا فِيهِ صَلَاح حَال الْإِنْسَان فِي الدُّنْيَا وَجعل اللَّذَّة التَّامَّة بذلك فِي الدَّار الْآخِرَة كَمَا أخبر الله بذلك على ألسن رسله بِأَنَّهَا هِيَ دَار الْقَرار وإليها تَنْتَهِي حَرَكَة الْعباد
واللذة هِيَ الْغَايَة من الحركات الإرادية فَتكون الْغَايَة من اللَّذَّات عِنْد الْغَايَة من الحركات وَلَا يُخَالف مَا يُوجد فِي الْوَسِيلَة وَالطَّرِيق فَإِن الْمَوْجُود فِيهَا من اللَّذَّات بِقدر مَا يعين على الْوُصُول إِلَى الْمَقْصُود التَّام وكل لَذَّة وَإِن جلت هِيَ فِي نَفسهَا مَقْصُودَة لنَفسهَا إِذْ الْمَقْصُود لنَفسِهِ هُوَ اللَّذَّة لَكِن من اللَّذَّات مَا يكون عونا على مَا هُوَ أَكثر مِنْهُ أَيْضا فَيكون مَقْصُودا لنَفسِهِ بِقَدرِهِ وَيكون مَقْصُودا لغيره بِقدر ذَلِك الْغَيْر وَهَذَا من تَمام نعْمَة الله على عباده وكل مَا يتنعمون بِهِ إِذا استعملوه على وَجه الْعدْل الَّذِي شَرعه أوصلهم بِهِ إِلَى مَا هُوَ أعظم نعْمَة مِنْهُ
ولذات الْجنَّة أَيْضا تتضاعف وتتزايد كَمَا يَشَاء الله تَعَالَى فَإِن الله يَقُول كَمَا ذكره النَّبِي فِي الحَدِيث الصَّحِيح أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر وَقد قَالَ الله تَعَالَى فِي كِتَابه فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين

نام کتاب : جامع الرسائل لابن تيمية - رشاد سالم نویسنده : ابن تيمية    جلد : 2  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست