نام کتاب : موسوعة الألباني في العقيدة نویسنده : الألباني، ناصر الدين جلد : 3 صفحه : 987
وجواباً عليه أقول:
إنْ سلَّمنا بأنَّ ذلك هو القصد، فالطَّلَب من أصله خطأ وضلال لا يجوز، بل يجب الامتناع منه فوراً، وبيانه من وجهين:
الأول: أنه ينافي الإخلاص لله تعالى في دعائه وعبادته وحده، وفي ذلك آيات كثيرة صريحة في النهي عن دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين كما سيأتي، وقد مضى بعضها، ومنها قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ في السَّمَاوَاتِ وَلَا في الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} (سبأ: 22 - 23).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في"مجموع الفتاوى" (1/ 197 - 281) بعد ذكر هذه الآية وغيرها:
"ومثل هذا في القرآن كثير: ينهى أن يُدْعَى غير الله؛ لا الملائكة، ولا الأنبياء، ولا غَيْرهم؛ فإنَّ هذا شرك، أو ذريعة إلى الشِّرك، بخلاف ما يُطْلَبُ من أحدهم في حياته من الدعاء والشفاعة؛ فإن لا يُفضِى إلى ذلك؛ فإنَّ أحداً من الأنبياء والصالحين لم يُعْبِد في حياته بحضرته؛ فإنه ينهى من يفعل ذلك بخلاف دعائهم بعد موتهم؛ فإن ذلك ذريعة إلى الشِّرك بهم، وكذلك دعاؤهم في مغيبهم هو ذريعة إلى الشٍّرك.
فمن رأى نبيًّا أو مَلَكاً من الملائكة، وقال له: "ادعُ لي " لم يُفْضِ ذلك إلى الشرك به، بخلاف مَن دعاه في مغيبه؛ فإنَّ ذلك يفضي إلى الشرك به كما قد وقع؛ فإنَّ الغائب والميت لا ينهى من يشرك به، بل إذا تعلَّقت القلوب بدعائه وشفاعته أَفْضَى ذلك إلى الشرك به، فدُعِي، وقُصِد مكان قبرِه أو تمثاله أو غير ذلك، كما قد
نام کتاب : موسوعة الألباني في العقيدة نویسنده : الألباني، ناصر الدين جلد : 3 صفحه : 987