responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الألباني في العقيدة نویسنده : الألباني، ناصر الدين    جلد : 3  صفحه : 1143
نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يعرفوا أن هذه العدوى صحيحة، لكن هذه مشيئة الله، ولله عز وجل أن يؤخر المسَبَّب عن السبب، أي أن يَبطل السبب فلا يظهر ولا يتَحقق المسبَّب، كما هو معروف في قصة النار مع إبراهيم عليه السلام، فالنار هي تحرق ولكن تحرق بإذن الله عز وجل، الله تبارك وتعالى هو الذي جعل لها هذه الخصوصية، لكن ما هو ملزم بها بحيث أنه يكون هو مترتبط معها ارتباطاً ... ، هذه خصوصية أنها تحرق إلا أن يشاء [الله] فلا تحرق.
هكذا العدوى أو في بعض الأمراض طبيعة وضعها الله عز وجل فيها أن تنتقل إلى السليم من المخلوقات، لكن ذلك كله بمشيئة الله تبارك وتعالى، وهذا واضح في تمام الحديث لما ذكر الرسول عليه السلام: «لا عدوى ولا طيرة»، قال رجل أعرابي: «نرى الجمال السليمة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعيدها،» فقال له
عليه السلام: .. ما قال له: أنت ما فهمت عليّ، أنه أنا أقول ما في عدوى، لا، هو أراد أن يثبت له العدوى بإذن الله، فقال له: «فمن أعدى الأول؟»، طبعاً جواب
المؤمن: الله.
إذاً العدوى موجودة لكن بإذن الله تبارك وتعالى، وحينئذٍ إذا كان معنى الحديث لا عدوى إلا بمشيئة الله عز وجل، فما في منافاة أن يتخذ مسلم السبب المشروع بألاَّ يصاب بذاك المرض الذي معروف عند الناس بأنه يعدي، وعلى هذا يحمل قوله عليه السلام كما في "صحيح مسلم": أن رجلاً جاء ليبايع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وفي يده مرض جذام، فأراد أن يبايعه فقال له عليه السلام: «ارجع فإنا قد بايعناك»، إما أنه فعل هذا عليه السلام من باب الأخذ بالأسباب، وإما أنه فعل ذلك تعليماً، وإما أخيراً للأمرين معاً، يعني تعليماً وأخذاً بالأسباب.

نام کتاب : موسوعة الألباني في العقيدة نویسنده : الألباني، ناصر الدين    جلد : 3  صفحه : 1143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست