responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 0  صفحه : 46
في قوله تعالى: (وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أكْبَرُ)، وقد أَشار إِلى مثل ذلك في الطرف المقابل، إِذ عرفنا أَن أَعظم ما يخشاه العاقل من عذاب النار ليس هو آلامها الحسية، بل ما لها من دلالة معنوية على الخزي والإِهانة: (رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ) [1].

كلمة للإمام الغزالي:
وأَختم هذا الموضوع بكلمة للإِمام الغزالي بين فيها بوضوح أَهمية الترغيب والترهيب - أَو الترجية والتخويف - في الدين، وضرورته لسالك الطريق إِلى الله تعالى، فقال في كتابه "منهاج العابدين" مخاطباً كل مريد لسلوك منهج العبادة والاستقامة: (ولا يحصل لك السير المستقيم إِلَّا باستشعار الخوف والرجاءِ، والتزامهما حقهما على حدهما).
أَما الخوف فإِنما يجب التزامه لأَمرين:
أحدهما: الزجر عن المعاصي، فإِن هذه النفس الأَمارة بالسوءِ، ميالة إِلى الشر، طماحة إِلى الفتنة، فلا تنتهي عن ذلك إِلّا بتخويف عظيم، وتهديد بالغ، وليست هي في طبعها حرة يهمها الوفاء، ويمنعها الحياء عن الجفاءِ، إِنما هي كما قال القائل:
والعبد يُقرعُ بالعصا ... والحر تكفيه المقالة!
والتدبير في أَمرها أَن تقرعها أَبداً بسوط التخويف قولاً وفعلاً وفكراً.
والثاني: أَلَّا يعجب بالطاعات فيهلك، بل يقمعها بالذم والعيب والنقص بما فيها من الأَسواءِ والأَوزار التي فيها ضروب الأَخطار، ونحو ذلك؛

[1] المصدر السابق نفسه ص: 122.
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 0  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست