نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 45
مختلف الأَنواع، وإِن شجرة الحياة فيها تخرج ثمارها اثنتى عشرة مرة في العام: في كل شهر مرة ... إِلخ" (الفقرتان 2،[1] من الفصل 22 من الأَمثال الغيبية المذكورة).
هذه النصوص كان يفهمها النصاري الأَولون على حقيقتها، ولكنهم أَخذوا بعد في تأْويلها وجعلها ضرباً من التمثيل، اتقاءً لاعتراضات الملاحدة. والعجيب أَن علماءَهم لا يزالون مع ذلك مجمعين على أَن البعث في المعاد بدني وروحي معاً، كما أَنهم لا يزالون يقرون بأَن عذاب النار يتناول الجسم والروح، وفقاً لما دلت عليه نصوص الأَناجيل، مثل قول عيسى لأَصحابه: "لا تخشوا أُولئك الذين يهلكون الجسم ولا يستطيعون أَن يهلكوا الروح، ولكن خافوا ذلك الذي يقدر أَن يهلك الروح والجسم في جهنم" (الفقرة 27 من الفصل 10 من إِنجيل متى) وقوله: "إِن الذين يرتكبون الظلم سيقذفون في النار الحامية التي سيكون لهم فيها العويل وصريف الأَسنان" (الفقرة 43 من الفصل 13 من إِنجيل متى).
أَي حجة عقلية أَو نقلية جعلتهم هكذا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟!) [1].
ويعقب شيخنا دراز على موضوع النعيم المادي والعقاب الحسي، فيقول: (وفي الحق أَن هذه الجوائز المادية والمتع البدنية، مثلها كمثل الأَوسمة التي يهديها الملوك، ليست قيمتها في صورتها وعادتها، ولكن في دلالتها ومغزاها، أَلا وهو هذا التكريم والرضوان الذي أَشار إِليه القرآن [1] كلمات في مبادئ علم الأخلاق من كتاب دراسات في الإسلام: ص 121، 122.
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 45