responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 0  صفحه : 38
ومنه قول القائل:
هب البعث لم تأْتنا رسله ... وجاحمة النار لم تضرم
أَليس من الواجب المستحق ... ثناء العباد على المنعم؟
فالنفوس الزكية العلية تعبده، لأَنه أَهل أَن يعبد ويجل ويحب ويعظم، فهو لذاته مستحق للعبادة. قالوا: ولا يكون العبد مع ربه. كأَجير السوءِ: إِن أُعطي أَجره عمل، وإِن لم يُعط لم يعمل. فهذا عبد الأُجرة، لا عبد المحبة والإِرادة.
ولهذا يروون عن رابعة الأَبيات العدوية المشهورة:
كلهم يعبدون من خوف نار ... ويودون النجاة حظاً جزيلا
أَو بأَن يدخلوا الجنان فيحظوا ... بنعيم ويشربوا سلسبيلا
ليس لي في الجنان والنار حظ ... أَنا لا أَبتغي بحبي بديلا
ومن علماءِ المسلمين من رد هذا الكلام، واعتبره من شطحات القوم ورعوناتهم، ولم ير أَي حرج أَو نقص في عبادة الله خوفاً وطمعاً، ورغباً ورهباً. واحتج هؤلاءِ العلماءُ بأَحوال الأَنبياءِ والرسل والصدّيقين والصالحين، ودعائهم والثناءِ عليهم - في كتاب الله تعالى - بخوفهم من النار، ورجائهم للجنة، كما قال تعالى في خواص عباده الذين عبدهم المشركون ودعوهم من دون الله أَو مع الله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ، يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [1].

[1] سورة الإسراء: 57.
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 0  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست