نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 37
شيئاً من ذلك ليس في سبيل الله، قائلاً: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله") [1].
الرد على مبالغات الصوفية:
وبعد هذا البيان في الرد على الفلاسفة، يكون من السهل الرد على الصوفية الذين بالغوا في إِنكار الطاعة والعبادة رغباً ورهباً، لأَن منطلقهم في الأَصل منطلق ديني وليسوا كالفلاسفة.
وقد رددنا عليهم في كتابنا (العبادة في الإِسلام) وكان مما قلناه هناك:
لقد شنع الصوفية على مَنْ عبدَ الله بهذا القصد، وقالوا: لا ينبغي للعابد أَن يعبد الله ويقوم بأَمره ونهيه خوفاً من عقابه، أَو طمعاً في ثوابه، فإِن مثل هذا العابد واقف مع غرضه وحظّ نفسه. ومحبة الله تأْتي ذلك وتنافيه، فإِن المحب لا حظّ له مع محبوبه، فوقوفه مع حظّه علة في محبته، كما أَن طمعه في الثواب تطلّع إِلى أَنه يستحق بعمله على الله تعالى أُجرة؛ وفي هذا آفتان: تطلّعه إِلى الأُجرة، وإِحسان ظنه بعمله، ولا يخلصه من ذلك إِلا تجريد العبادة والقيام بالأَمر والنهي من كل علة؛ بل يقوم به تعظيماً للآمر الناهي، وأَنه أَهل أَن يُعبد وتعظم حرماته؛ فهو يستحق العبادة والتعظيم والإِجلال لذاته، كما في الأَثر الإِلهي: "لو لم أَخلق جنة ولا ناراً، أَما كنت أَهلاً أَن أُعبد؟ " [2]. [1] كلمات في مبادىء علم الأخلاق: للدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله. [2] ذكر ابن القيم في "مدارج السالكين" أنه أثر إسرائيلي.
نام کتاب : المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 0 صفحه : 37