نام کتاب : صحيح ابن حبان - محققا نویسنده : ابن حبان جلد : 8 صفحه : 163
يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنِّي لَا أُحَدِّثُ إِلَّا صِدْقًا، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِيَ الَّذِي بِخَيْبَرَ. قَالَ: فَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَدَقْتُهُ أَنَا وَصَاحِبَايَ أَنْ لَا نَكُونَ كَذَبْنَا، فَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا، وَمَا تَعَمَّدْتُ لِكَذْبَةٍ بَعْدُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِيَ اللَّهُ فِيمَا بَقِيَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بن مالك [1] . [1] حديث صحيح. محمد بن أبي السَّري قد توبع، ومن فوقه من رجال الشيخين.
وهو في "المصنف" لعبد الرزاق "19744"، ومن طريقين أخرجه أحمد 5/387، والترمذي "3102" في التفسير: باب ومن سورة التوبة.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/540- 545، والبخاري "4418" في التفسير: باب حديث كعب بن مالك، ومسلم "2769" في التوبة: باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه، والطبراني في "جامع البيان" "17447"، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/273- 279 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد.
وأخرجه قطعة منه أبو داود "3320" في الأيمان والنذور: باب فيمن نذر أن يتصدق بماله، وابن ماجه "1393" في الصلاة: باب ما جاء في الصلاة، والسجدة عند الشكر، والطبراني في "الكبيرِ" 19/"90" من طريق عبد الرزاق، به.
وأخرج بعضاً منه ابن أبي شيبة 14/539، وأحمد 6/390، وأبو داود "2637" في الجهاد: باب المكر والخديعة، والطبري "17449" من طرق عن معمر، به.
وهو من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد عند أحمد 6/386 و 390، والبخاري "2757" و "2947" و "2948" و"2949" و "2950" و "3088" و "3556" و "3889" و "3951" و "4673" و "4676 و"4677" و "4678" و "6255" و "6690" و "7225"، والبخاري في "الأدب المفرد" "944"، ومسلم "716" في = صلاة المسافرين: باب استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر أول قدومه، وأبي داود "2202" و "2605" و "2773" و "2781" و "3317" و "3318" و "3319"، والنسائي 2/53-54، و6/152-154، و7/22-23، والنسائي في السير والتفسير كما في "التحفة" 8/313 و 318، وابن خزيمة "2242" والطبراني 19/"96" و "97" و "98" و "99" و "100" و "101" و "103" و "104" و "105" و "106" و "107" و "108" و "109" و "110" و "133" و "134" و "135" و "136"، والبيهقي 4/181، والبغوي "1676".
وفي هذا الحديث من الفوائد أن الإمام إذا استنفر الجيش عموماً لزمهم النفير، ولحق اللو بكل فرد فرد أن لو تخلف، وفيه عِظَم أمر المعصية، وأن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ به الضعيف في الدين، وجواز إخبار المرء عن تقصيره وتفريطه وعن سبب ذلك وما آل إليه أمره تحذيراً ونصيحة لغيره، وجواز مدح المرء بما فيه من الخير إذا أمن الفتنة، وتسلية نفسه بما لم يحصل له بما وقع لنظيره، والحلف للتأكيد من غير استحلاف، وردّ الغيبة، وفيه أن المرء إذا لاحت له فرصة في الطاعة فحقه أن يبادر إليها ولا يسوف بها لئلاَّ يحرمها، وأن الإمام لا يهمل من تخلف عنه في بعض الأمور بل يذكره ليراجع التوبة، وفيه أنه يستحب للقادم أن يبدأ بالمسجد قبل بيته فيصلي ثم يجلس لمن يسلم عليه، والحكم بالظاهر وقبول المعاذير، واستحباب بكاء العاصي أسفاً على ما فاته من الخير، وفيه إجراء الأحكام على الظاهر، ووكول السرائر إلى الله تعالى، وترك السلام على من أذنب، ومعاتبة الكبير أصحابه ومن يعز عليه دون غيره، وفيه فائدة الصدق، وشؤم عاقبة الكذب، وفيه تبريد حر المصيبة بالتأسي بالنظير، وفيه أن مسارقة النظر في الصلاة لا يقدح في صحتها، وإيثار طاعة الرسول على مودة القريب، وجواز تحريق ما فيه اسم الله للمصلحة، وفيه مشروعية سجود الشكر، ولاستباق إلى البشارة بالخير، وإعطاء البشير أنفس ما يحضر الذي يأتيه بالبشارة، وتهنئة من تجددت له نعمة، واستحباب الصدقة عند التوبة.
وانظر "الفتح" 8/123-125.
نام کتاب : صحيح ابن حبان - محققا نویسنده : ابن حبان جلد : 8 صفحه : 163