نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 112
لكل ذلك تعتبر وضعية القرن العشرين تيارا متطرفا من الوضعية السابقة يذهب أنصاره إلى إنكار كل موجود إلا إذا كان محسوسا. فليس هناك فكر ولا تفكير, وإنما ألفاظ وجمل. وكل لفظ من تلك الألفاظ لا يعبر عن شيء محسوس يمكن التثبت منه بالتجربة, لا يحمل معنى يوصف بالصدق أو الكذب.
استبعدت الوضعية المنطقية الميتافيزيقيا, والعلوم المعيارية من مجال البحث العلمي استنادا إلى مبدأ التحقق Principle of Verification الذي يقول: إن القضية التي يمكن التحقق منها بالرجوع إلى الواقع هي وحدها ذات معنى. بعبارة أخرى: فإن معنى القضية هي طريقة التحقق من صوابها. فالعبارة التي يتعذر إثبات صوابها, أو خطئها في حدود الخبرة الحسية تكون غير ذات معنى.
لقد أصبح مبدأ التحقق من وجهة نظرهم هو المقياس الذي تحدد به معاني العبارات, ودلالاتها بهدف ربط القضايا بالواقع كطريقة لاختبار معناها. ولما كان من المتعذر ربط قضايا الميتافيزيقا, والعلوم المعيارية كالجمال والأخلاق بعالم الواقع الحسي, تم استبعاد هذه القضايا من مجال البحث العلمي.
انطلاقا من تلك المفاهيم انتقد دعاة الوضعية المنطقية الفلاسفة التقليديين؛ لأنهم يخلعون ما بأنفسهم على العالم الخارجي أي: يصفون الكون وصفا ذاتيا. إزاء ذلك نصحوا بأن يلتزم الفلاسفة في ألفاظهم, وعباراتهم دقة تقربهم من دقة العلماء.
نادى الوضعيون المناطقة بأن تكون الفلسفة شبيهة بالعلم, ليس بمعنى إقحام الفلاسفة في ميادين لا شأن لهم بها, كأن يبحثون في الفلك مثلا مع علماء الفلك، وفي الطبيعة مع علماء الطبيعة ... إلخ، وإنما بمعنى التزام الدقة التامة في استخدام
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 112