نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 111
أساس أن ما يمكن معرفته عن العالم والإنسان, ومكانه منه يمكن الحصول عليه من العلوم الطبيعية التي تدرس الكون, والعلوم الاجتماعية التي تدرس الإنسان.
وقد تجلى رفضهم للمفهوم التقليدي للفلسفة في استبعادهم لكل من الفلسفة والأخلاق, ومن تصورهم الذي يربطون فيه بين الفلسفة والمنطق. فوظيفة التفكير الفلسفي لديهم هي الكشف عن المبادئ الأصلية, أو الفروض الأولية التي يقوم عليها كل علم.
إن الفلسفة من وجهة نظرهم ما هي إلا الدراسة المنطقية للمفاهيم والرموز، أو هي تحليل اللغة وتوضيح المعرفة التجريبية بترجمتها إلى قضايا تنصب على المضامين الحسية؛ لأنهم يرون أن اللغة تشتمل على ألفاظ خادعة ليس لها معنى وإن كانت تثير عند من يسمونهم بالفلاسفة التأمليين مشاكل لا وجود لها إلا في أذهانهم.
اعتبر الوضعيون المناطقة إذًا أن الفضل يرجع إلى مدرسة فينا في تقديم تعريف أدق للفلسفة, مؤداه أنها ليست سوى التحليل المنطقي للجمل والمفاهيم العلمية, وهو ما أسماه رودلف كرناب "1891-1970" بمنطق العلم. أما لودفيج فيتجينشتاين "1889-1951" فقد عرف الفلسفة بأنها توضيح الأفكار توضيحا منطقيا أي: توضيح القضايا وإزالة غموضها؛ توصلا إلى حقيقة معانيها، وليس وضع قضايا تفسر حقيقة الأشياء وطبيعة الموجودات.
تتحول الفلسفة طبقا لهذه المدرسة إلى مجرد منهج للبحث هدفه التحليل المنطقي للغة المستخدمة في الحياة اليومية, أو تلك التي يستعملها العلماء في بحوثهم بهدف إزالة اللبس والغموض الذي يعتري الأفكار مع بيان عناصرها حتى تبدو جلية واضحة[1]. [1] Rudolf Carnap, The Logical Syntax of Language, London 1959 "first publ. 1937", p. 280.
زكي نجيب محمود، نحو فلسفة علمية، القاهرة 1958، ص6، 7؛ زكي نجيب محمود، قصة الفلسفة الحديثة، القاهرة 1936، الجزء الأول ص234، 2325، توفيق الطويل، أسس الفلسفة، مرجع سابق, ص266، 268، زكريا إبراهيم، مشكلة الفلسفة، مرجع سابق، ص74، 75.
نام کتاب : مناهج البحث في العلوم السياسية نویسنده : محمد محمود ربيع جلد : 1 صفحه : 111